Plateforme des ressources pédagogiques et d'enseignement à distance, Université de Biskra.

يعالج هذا المقياس مجموعة من المواد الاعلامية التطبيقية تنذرج ضمن الأنواع الصحفية، والتي منها الروبرتاج والتحقيق.

يتم اختيار بعض المواضيع التي تحتوي على موادسمعية بصرية ومن ثم مناقشتها مع الطلبة

صناعة التحقيقات التلفزيونية الاستقصائية المقومات الفنية والمهنية للمحقق الصحافي وقد اسهمت التطورات التقنية الكبيرة في مجال الاتصال الجماهيري وتعدد قنوات الاتصال والمعلومات في إحداث تغيير جوهري في شكل الأنواع الإعلامية ومضمونها، وبرزت أنواع صحفية جديدة ، وأصبح لكل وسيلة إعلامية خصوصيتها التكنولوجية المحددة ، من حيث الشكل والمضمون .ومع تطور الأحداث وتنوع الظواهر، وارتفاع حدة المشكلات، وارتباطها بحياة الجمهور، كان على وسائل الإعلام ابتكار طرائق صحفية جديدة ، تقوم بمهمة المعالجة الشاملة لكل هذه القضايا من حيث التفسير والبحث وتقديم الحلول ، مما أدى إلى ولادة ذلك النوع الإعلامي الذي يبحث فيما وراء الخبر أو القضية ، اطلق عليه تسمية (الصحافة الاستقصائية). وتعد الصحافة الاستقصائية investigative journalism هي أعلى مراتب المهنية الإعلامية وفي الوقت نفسه هي أصعبها... ويجسد التحقيق الاستقصائي دور السلطة الرابعة لوسائل الإعلام في المجتمعات، أو ما يمكن تسميته بوظيفة المراقبة التي تنتهجها وسائل الإعلام في إطار من الاحترافية المطلوبة من المؤسسات الإعلامية . وقد لجأت إليه الصحافة أولا وعدته مجالا واسعا للتعمق في تقديم الاحداث ، ومعالجة القضايا ومن مختلف جوانبها، وقد انتشر هذا المصطلح بحيث لم يعد يقتصر على الصحافة المكتوبة من الجرائد والمجلات ، وانما أخذت الكثير من القنوات التلفزيونية والاذاعية تقدم تحقيقات استقصائية بأساليب متنوعة ، حيث انتبه القائمون على الاعلام المرئي لاسيما في القطاع الخاص الى اهمية التميز في تقديم المادة الاخبارية ولم يقتصر تركيزها على البرامج الحوارية المثيرة بل تعدتها لاختراق ما يمكن وصفه بالممنوعات ، وفي ظل تسيد وسائل الاعلام المرئية لواجهة المشهد الاعلامي ودخول وسائط اتصال جديدة ساعد على وجودها الانترنيت وسرعة انتشاره بين مختلف الاوساط والفئات في المجتمع ، بات الاعلام التقليدي ، امام تحدي الإستمرارية بتقديم ما هو مختلف ، وهذا الامر تنبهت اليه بعض الشبكات التلفزيونية الاخبارية العالمية فكان تركيزها على التحقيقات الإستقصائية التي تتناول قضية او قضايا لايرغب الاخرون في الاطلاع عليها او اظهارها . ويرتبط هذا النوع من التحقيقات بالنظم الديمقراطية أو التي تتبنى الديمقراطية كنظام حكم ، لانها تهدف في الأساس إلى حماية المجتمع وتحذيره من المخاطر التي تحيط به، مع إيجاد المعالجات التي تهم صانع القرار، فهي رديف أساسي في مكافحة الفساد، وأحد ثمار الحرية الصحفية في النظم الديمقراطية، والنظم التي تعمل على الوصول الي درجة مرتفعة من الحكم الرشيد. وتعتبر من اكثر انواع التحقيقات إثارة بوصفها تحقيقات تبحث في العمق ، كما تكمن عناصر الاثارة في النتائج التي تتوصل اليها والتي غالبا ما تحدث تغييرات حقيقية والاثار الايجابية على حياة الناس وقد تشمل احيانا تعديل في القوانين أو تقديم اشخاص الى العدالة أو تصحيح الاخطاء ، وغالبا ما تعمل على وضع المرض والعلاج في سلة واحدة أمام المجتمع وصناع القرار، وهو ما يعطي الصحفي إحساسا قويا بالانجاز، إلا أنها تتطلب وقتا ومجهودا شاقا، مما يجعلها أصعب أنواع الصحافة أيضا. ومما تجدر الاشارة اليه ان ولادة هذا النوع من التحقيقات ارتبطت بموضوع احتدام المنافسة بين وسائل الإعلام بشكل عام والمنافسة الشديدة التي تواجهها عشرات المحطات الفضائية الاخبارية المتخصصة بشكل خاص ،واصبحت القنوات التلفزيونية تنافس الصحافة المكتوبة في انتاج وبث هذه النوعية من التحقيقات ، التي حازت على رضى الجمهور ونال البعض منها على جوائز دولية ، خاصة وان التلفزيون يجمع بين الصوت والصورة والحركة واللون، والبث الحي، لذا فقد اصبحت التحقيقات الاستقصائية من اهم الاشكال الاخبارية في القتوات التلفزيونية .