جامعة محمد خيضر بسكرة

كلية: العلوم الانسانية و الاجتماعية

قسم العلوم الانسانية

المقياس : علاقة الغرب الاسلامي بالسودان الغربي

  • السنة : السنة الاولى ماستر مغرب اسلامي                      الأستاذ: علي بلدي                   المحاضرة الثانية

  1.    دور المرابطين في نشر الاسلام في السودان الغربي :

كان لاسلام قبائل صنهاجة الصحراء في ق3 هـ اثر بالغ، فقد قام تحالف جمع لمتونة،جدالة-مسوفة  بزعامة الأولى، فجاهدوا جيرانهم من السودان الغربي وكان اتجاههم جنوبا حتى تتفادى الادارسة شمالا، ويرجع الفضل إلى نيولوتان زعيم التحالف في نشر الاسلام في السودان الغربي حيث  دان له ازيد من عشرين ملكا في المنطقة يؤدون الجزية، و سيطر على مدينة اودغست، لكن سرعان ما دب الخلاف في التحالف دام 120 سنة إلى غاية قيام الزعيم اللمتوني ابو عبد الله بن تيفاوت بتوحيد صفوف صنهاجة من جديد، حيث حارب قبائل السودان الغربي التي كانت على دين اليهود، ثم الت السيادة إلى قبيلة جدالة في شخص يحي بن إبراهيم الجدالي صهر عبد الله بن تيفاوت الذي تحالف مع عبد الله بن ياسين وتم تأسيس الدولة المرابطية  . كما تحالف عبد الله بن ياسين مع يحي بن اعمر وسيطروا على مدينة سجلماسة التي كان سيطر عليها المعزاويون ثم اتجه جنوبا نحو مدينة اودغست حيث يهددها الخطر الغاني ثم عاد إلى سجلماسة للدفاع عنها امام هجمات مغراوة وبعد استشهاد يحي بن عمر امام جدالة سنة448هـ ،اختارا بن ياسين ابوبكر بن عمر ليكون قائدا للمرابطين.

أ‌.   دور ابو بكرو جهوده في نشر الاسلام

كان من الاوائل الذين صحبوا عبد الله بن ياسين إلى رباطة , ففي الوقت الذي كان فيه يحي بن عمر يحارب جدالة في الجنوب، كان ابو بكر بن عمر اميرا على درعة من قبل اخيه يحي،وكون جيشا من لمتونة، لمطة وترجة وواصل سياسة عبد الله بن ياسين، فاتخذ من مدينة اغمات مقراله، و توافدت القبائل عليه، ففكر في بناء مدينة مراكش حيث عين عليها يوسف بن تاشفين، وأمام الاخبار الواردة اليه والتي اشارت إلى فتنة بين جدالة ولمتونة، فانتهزت بلاد السودان الوضع للإغارة عليهم، فوجه جهوده لمحاربة الوثنيين من بلاد السودان، وانطلق من اودغست قاصدا بلاد الزنوج من  قبائل السوننكى الخاضعين لملك غانا، ولكنه لم يسر في الاتجاه  الجنوبي الغربي لتواجد قبائل مسلمة مثل كوغة و سلي، فاتجه إلى الجنوب الشرقي، واستولى على بعض بلاد الوثنيين حتى استطاع ان يستولي على مسيرة 3 اشهر من بلاد السودان، ثم عاد إلى اغمات 464 هـ وبعد عودته إلى الصحراء وجه كل حياته و جهوده إلى التوسع في بلاد السودان ونشر الاسلام بين قبائله، وكان هدفه امبراطورية غانة الوثنية، حيث تحكم اسرة السوننكي وهم فرع من المادينجووالتي كانت تسيطر على المسافات الممتدة بين اعالي نهر السنغال واعالي نهر النيجر ( من نتبوكتو إلى بلاد التكرور غربا ) واعتمدت على تجارة الذهب وأصبح ملوكها من اغنى ملوك الارض .

خرج ابو بكر بن عمر على راس جيش من المرابطين وكان ابنه ابو يحي على راس جيش اخر وكانت الوجهة محددة هي امبراطورية غانا تقدمت الجيوش في اراضي غانة استولى على مدينتها وكازن الامير ابو بكر يخير اهل البلدة المفتوحة اما اعتناق الاسلام وإما الحرب وطاق الحصار على غانا وسقطت في ايدي المرابطين 469 هــ وقتل عدد كبير من السونتكي واعتنق البقية الاسلام وقد سمح الامير ابو بكر لملك غانة ان يستمر في حكمه تابعا للمرابطين، و يحتمل اعتناقه للإسلام مما جعله  يوافق على مواصلته حكم غانا،كما اقدم الامير على بناء الرابطات و المساجد، فكثر الداخلون في الاسلام و ترك لابنه ابو يحي امر غانة و مواصلة نشر الاسلام.

تابع الامير ابو بكر فتح بلاد السودان حتى وصل إلى بلاد وانقاره حيث مناجم الذهب و ازدادت هجرات المرابطين إليها فاختلطوا بهم وازداد عدد الداخلين إلى الاسلام، اما الشعوب التي لم تقبل الاسلام فقد فرت إلى الجنوب و إلى الغرب، وتعرض  الامير ابو بكر إلى الاغتيال اثناء الصلاة من قبل احد الجنود السود المرسلين من قبل احد زعماء الداهومي، مما جعل القبائل السودانية تطالب بدمه و اشترطت ان تفقأ عيني جميع اولاد زعيم قبيلة الموس، فاشتعلت  الحرب بين الوثنيين و المسلمين، و انضمت القبائل التي حالفت قبيلة السراكولا المسلمة المطالبة بدم الامير ان اعتنقت الاسلام بالتالي  حادثة مقتل ادت إلى انتشار الاسلام في بعض القبائل الوثنية .

تحرك إبراهيم بن يحي شمالا للمطالبة بإرث والده لكن يوسف بن تاشفين استماله بفضل حنكة زوجته،فاغتنمت غانا الامر، وأعلنت انفصالها عن المرابطين وفي نفس الوقت استقلت ولايات انبارة ،ديارا كانياجا عن غانا،مما ادى إلى تقلص نفوذ ملوك سوننكي، فاستغل ذلك يوسف،وأرسل قواته إلى الصحراء وأعاد الاوضاع إلى ماكانت عليه ولم تكن ردة وإنما استقلال سياسي.

امام الاندفاع المرابطي في منتصف القرن6هـ،اعتنق حكام ولاية كانجايا الاسلام ،فاخذوا يتوسعون ويمدون نفوذهم إلى الجنوب والجنوب الشرقي،فتكونت بذلك امبراطوية مالي،كما قامت قبائل السوننكي بغانا يتوسعات إلى ديارا ،غلم ومسينا وتحركت  مجموعات من الديولا   الى الحدود الشمالية لمنطقة الغابات، وأقاموا مراكز اسلامية مثل بيجو بالقرب من نهر الفولتا الاسود وبالتالي اصبح الاسلام يمتد من المحيط الاطلسي إلى كانم وبورنو شرقا.