جامعة محمد خيضر بسكرة

كلية: العلوم الانسانية و الاجتماعية

قسم العلوم الانسانية

المقياس : علاقة الغرب الاسلامي بالسودان الغربي

السنة : السنة الاولى ماستر مغرب اسلامي                      الأستاذ: علي بلدي

المحاضرة الثالثة

العلاقات بين بلاد الغرب الاسلامي و السودان الغربي :

1.    سياسيا:

ان اقدم إشارة للعلاقات السياسية بين دويلات بلاد المغرب و السودان الغربي ترجع إلى عهد افلح بن عبد الوهاب ثالث الائمة الرستميين حيث أرسل محمد بن عرفة حاملا هدية إلى احد ملوك السودان من خلال ماورد عند المؤرخ المالكي ابن الصغير، أما في عهد الزيري فقد تلقى الزيريون هدايا من بلاد السودان الغربي لفترات (382 هــــ - 423هـ)،وذكر بعض المؤرخيــــــــــــــــن

 أن قوما من الغرباء قصدوا الخليفة الموحدي ابو يوسف يعقوب المنصــــــــور ومعهم أسد وغراب من بلاد السودان كهدية له فرفضها ، كما وجدت رسائل ابن ابي الربيع سليمان بن عبد الله المؤمن إلى ملك مالي يعاتبه بسبب احتباســـــه لتجار وافدين إلى مملكته.

كما يمكن الاشارة إلى ارتباط هلال القطلاني حاجب عبد الرحمن ابو تاشفين الزياني بمنسى موسى سلطان مالي، اما المرنيين فكانت العلاقة بينهم علاقة ود واحترام حيث حج  ملك مالي كونكو موسى 725هـ فمر بالمغرب وكان في ضيافة سلطانها ابي سعيد عثمان.

2.   اقتصاديا :

تنوعت صادرات المغرب الاسلامي نحو السودان الغربي  وشملت مواد محلية و اخرى صحراوية في مقدمتها الملح لندرته و اهميته لان التحكم فيه يعني احتكار الذهب الاتي من الجنوب ، وشكلت التمور مادة اساسية لسكان الملاحات خاصة اهالي تفازى الذين لم يكن لهم من القوت سوى ما يحمل اليهم من تمور سجلماسة ودرعة ،كما ان جزء من السكر المغربي يصدر إلى السودان اضافة إلى جزء  من الانتاج الحرفي دون ان ننسى الانسجة خاصة الاقمشة حيث اشار ذلك الوزان في حديثه عن مدينة تمبوكتو إلى استراد الكثير من حاجياتهم من بلاد المغرب من الاقمشة ، وكان تجار سوس يحملون المنتوجات النسيجية مرة في السنة إلى مدينة تمبوكتو وولاته من بلاد السودان، كما اكتسحت الخيول المغربية بلاد السودان الغربي حيث كان يباع الفرس الواحد مقابل 15 إلى 20 عبدا حيث ينتظر صاحب الفرس 6 اشهرفي بعض الاحيان حتى يحضر الملك العبيد بعد غزواته مما ادى إلى اصابة الكثير من بائعي الاحصنة بالملل  وترك هذه المهنة، دون ان ننسى ان الكثير من الاقمشة المستورة من ارويا الغربية مآلها السودان الغربي عبر بلاد الغرب الاسلامي.

اما الصادرات السودانية نحوبلاد الغرب الاسلامي والتي تتميز بقلتها بدايتهابالعبيد حيث كانوا يستخدمون في مهن متعددة مثل الصناعة و استخراج المناجم و المعادن كالملح و النحاس و الزراعة و حراسة القوافل و الملوك، وقد اشار البكري إلى وجود سوق يباع فيه العبيد بمدينة اودغست ووجود سودانيات طباخات محسنات يتم جلبهن إلى بلاد المغرب، كما يتم استراد انواع من الجلود خاصة جلد الماعز المدبوغ اضافة إلى ريش وبيض النعام ،  العاج و العنبر.

3.    الجانب الثقافي :

كانت بلاد المغرب مصدر علميا للسودان الغربي حيث اشارت المصادر التاريخية و الجغرافية إلى وجود الكثير من علماء المغرب الاسلامي في السودان الغربي من ذلك احد ابناء ابن الشيخ  اللبن التلمساني في مالي لتعليم القران و يبقى الشيخ المغيلي اشد تأثيرا على السودان الغربي، كما وجد عدد كبير من العلماء منهم ابو القاسم التواتي الذي تولى الامامة في تمبوكتو، كما كان معيار الوشريسي معتمدا فيها يقرأ و يدرس اضافة إلى بعض مؤلفات المقري و قد بلغ من نضج علماء السودان ان علماء تلمسان كانوا يشاورونهم في المسائل العلمية و القضائية .