جامعة محمد خيضر بسكرة

كلية: العلوم الانسانية و الاجتماعية

قسم العلوم الانسانية

المقياس : علاقة الغرب الاسلامي بالسودان الغربي

السنة : السنة الاولى ماستر مغرب اسلامي    

 

 

الأستاذ: علي بلدي

المحاضرة الرابعة :

 

 

ü    التأثير المتبادل بين الغرب الاسلامي و السودان الغربي

ا/التاثير المغاربي على السودان الغربي

1.    1/اثر العلماء في نشر المذاهب الاسلامية :

ساهم العلماء الاباضية و فقهائها الذين استقروا على حواف الصحراء مثل  فزان و نفوسه وغدامس وواحات الجزائر منذ قرن 2هـ /8م  في اعتناق مجموعات هوارة وزناتة المذهب الاباضي، حيث اوردت المصادر الاباضية زيارتهم الى السودان الغربي ,  فذكر الادريسي ان تجار و رجلان الاباضية كانو يتجولون في غانة وانقارا، واشار الدرجيني الى علي بن يخلف سنة 575هـ ,اما انتشار المذهب المالكي فيرجع اساسا إلى دور المرابطين فبعد سيطرة ابو بكر بن عمرعلى عاصمة  غانا،ا اعتنق سكانها الاسلام وانتشرت كتب المذهب المالكي مثل القاضي  عياض مثل ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة اعلام الامام مالك وموطأ الامام مالك و المدونة الكبرى للامام سحنون , ومما يؤكد على تاثر سكان السودان  الغربي  بالمذاهب الاسلامية اعلان الملك الغاني تبعيته للخلافة السنية العباسية ,  كما اشارت المصادر إلى امتناع الملك منسا موسى الرضوخ لملك الناصر مؤكدا له انتماءه إلى المذهب المالكي و السجود لله فقط.

2.    التصوف: ساهم علماء المغرب الاقصى و الاوسط في نشر التصوف ,وتعد الطريقة القادرية من اهم الطرق  الصوفية حيث عمل كل من عبد  الكريم المغيلي والشيخ المختار كونتي على نشرها ,  فاسس هذا الاخير  طريقة جديدة  سماها القادرية الكونتية , و قد ساهم علماء الغرب الاسلامي في تاسيس طرق جديدة مثل الطريقة الرقانية التي اسسها الشيخ مولاي ع الملك الرقاني ولها انتشار واسع خاصة في ولاة ويعود الفضل لزيدان التواتي في انتشارها, اما الطريقة الحمالية التي اسسها الشيخ حمى الله وحملت اسمه ودعت إلى تجديد الطريقة التجانية واصلاحها, وكان لها انتشار واسع في حوض السنغال, فقد قامت على تعاليم شيخ من توات يدعى سيدي محمد بن احمد عبد الله الشهير باسم مولاي الاخضر الذي كان يدرس التجانية في السودان الغربي ,مما ادى إلى ظهور شخصيات افريقية متاثرة بعلماء المغرب خاصة المغيلي الذي تاثر به الشيخ عثمان بن فودي بن محمد بن عثمان بن  صالح , وقد اتبع المغيلي في اسلوب حيث اورد في  كتابه حصن الافهام من جيوش الاوهام  بعض فتاوى المغيلي و اعتمد اسلوب التدريس و الوعظ فكثر اتباعه وقد نالت رسائله الثلاثة اثناء اقامته بالسودان الغربي بطلب من امير كانو و سلطان سنغاي شهرة, كما لاقت رسالته الرابعة التي الفها في نازلة اليهود المقيمين بتوات صدى كبير .

3.    انتشار اللغة العربية : ارتبط دخول الاسلام باللغة العربية لغة القران ولعل النشاط الاقتصادي التجاري له دور كبير في اتساع رقعة اللغة العربية في السودان الغربي , وقدا فتى  العلماء بعدم جواز ترجمة القران و افتاء بترجمة معانيه وعدم جواز قراءته الا باللغة العربية ووجوب اداء الصلاة بها اضافة إلى تاطير  المراكز الثقافية في فاس و القيروان اثناء موسم الحج ,وقد دونت بهذه اللغات(لغات السودان الغربي ) الكثير من الكتب ولكن بالحرف العربي وقد وصف القلقشندي وكتاباتهم بالخط العربي على الطريقة المغاربية.

ومن مظاهر التاثر باللغة العربية جلب موسى منسى كتب باللغة العربية اثناء عودته من الحج , كما تظهر مراسلاته إلى السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون باللغة العربية , وقد بلغ عدد  اللغات التي تكتب باللغة العربية اكثر من 30 لغة .

4.    الاشعرية : مهد الدعاة الاوائل للمذهب الاشعري في القيروان من خلال ابي اسحاق القلانسي (ت359هـ )و ابي ميمونة دارس بن اسماعيل الفاسي (ت 357هـ) ثم ابي زيد القيرواني (ت 386هـ) الذي تتلمذ على يد مجموعة من اشاعرة بغداد , و قد برزت مجموعة من المغاربة منهم ابو الحسن القابسي (ت 403 هـ)  وتلميذه ابو عمران الفاسي (ت 430), و تاسست دولة المرابطين ذات الطابع الاشعري بقيادة عبد الله بن ياسين , لذا نجد اهل المغرب يتعبدون باراء الامام مالك ويكنون للعلوم العقلية  العداء و من اشهر العلماء المغيلي الذي كان له تاثير كبير في السودان الغربي .

 

 ب/تاثير السودان الغربي على المغرب الاسلامي :

لقد اشار ابن عبد الحكم إلى ان عقبة ابن نافع الفهري قد وصل إلى فزان وودان وجرمة وكوار القريبة من كانم, بعد ان نقضوا العهد معهم وفرض عليهم 360 عبد واشار الدكتور سعد زغلول عبد الحميد ان الجماعات  السودانية لم تكن ذات كيان سياسي خاص حيث خلى ذكرهم من قبل كتاب العرب, وبرز دور السودانيين من خلال المشاركة في ثورات الخوارج  و تاسيس اول دولة مستقلة في سجلماسة سنة140هـ  من قبل عيسى بن يزيد الاسود.

مصادر جلب السودانيين

1)   الشراء : كان تجار المغرب الراحلون إلى بلاد السودان لشراء الرقيق (قيام والد ابي يزيد بن كداد لشراء امة تسمى سبيكة فحملت منه ولدت ابي يزيد

2)    الخطف : اشار الادريسي إلى قيام اهل ارض زغاوة بسرقة اطفال او سكان القوم الرحالة  ثم اخفائهم ثم بيعهم لتجار الداخلين اليهم و اخراجهم إلى ارض المغرب .

3)   السرقة :كان التجار يغدون إلى بلاد السودان ويقومون بسرقة ابنائها و تتم عملية اخصائهم وجلبهم إلى مصر ,

كان السود متواجدين في عدة قطاعات مثل الجيش مثل الدولة الرستمية وعمل الارض بالاضافة إلى تواجد الايماء داخل البيوت و القصور فكان عملهن يتمثل في الطبخ و سقاية الماء وغسل الثياب و النسيج اضافة إلى تربية الابناء كما  تولى الرقيق خدمة الدواب و القيام بشؤونها و جمع الحطب.

                            

بالتوفيق