نظريات نقدية
للمناهج دور كبير في العملية الإبداعية التي تنتج أدباً جمالياً و الذي هو
مراد كل إنسان على وجه المعمورة منذ القدم. وهذه المناهج المقصودة هنا هي
مناهج دراسة ما تنتجه هذه العملية الإبداعية من نصوص. ويمكن أن نطلق عليها
اسم "مناهج نقدية". هذه المناهج النقدية هي الأخرى تتصف بالإبداع كالنصوص
التي تدرسها، وتكون كلاما عن كلام كما يقول أبو حيان التوحيدي ويصفه
بالصعب، إذ يقول: "إن الكلام عن الكلام صعب".
المناهج النقدية مرت عبر
التاريخ بمرحلتين كثيراً ما كانتا متداخلتين، والتداخل هذا من الصعوبة
بمكان حل الاشتباك فيه، إلّا ان الروس استطاعوا ان يحلوه منذ أن كتبوا في
الشكلية حتى امتدت وتوسعت مساحة هذه الشكلية في أوربا، فكانت المناهج
البنيوية، بشتى فروعها وتجلياتها، وما بعد البنيوية، أي مناهج النقد النصي،
بعد أن كان هذا النقد يتبع طريقة واسلوب التقييم والتقويم دون أن ينسى
الأمور الأخرى التي يحفل بها النوع الثاني من مناهج النقد ولكن باستحياء
غير مقصود.