تابع الإنشاء غير الطلبي +تمارين تطبيقية في أساليب الخبر والإنشاء
تدريب على تمثلات الخبر والإنشاء والخروج عن مقتضى الظاهر
تابع المحاضرة 06: الأسلوب الإنشائيّ غير الطَّلبيّ
02: الأسلوب الإنشائيّ غير الطَّلبيّ: هو ما لا يستدعي مطلوبا، إلا أنه ينشئأمرا مرغوبا في إنشائه
فحصول الطلب فيه غير مُرتبط بالطّلب ، وله خمسة أنواع مشهورة : .
1. المدح والذّم.
2. القسم.
3. التّعجّب.
4. الرّجاء.
5. صيغ العقود.
أوّلًا: المدح والذم: يُستعمل في المدح الفعل "نعم" ، نحو: نِعْمَ الرَّجلَ أنت. وقوله تعالى ". ﴿ وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَالْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ سورة :ص:30
ويأتي الذّم بالفعل "بئسَ" ، نحو: بِئْسَ قولًا الكَذِب. وقوله تعالى :﴿ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].
وقد يأتي المدح "بحبذا" نحو قولنا " حبّذا صُحبة الكتب . حَبَّذا حيّاة الأخلاق.
وقول الشاعر" ياحبذا جبل الرّيان من جبل*** وحبّذا ساكن
الرّيان من كانا
كما يأتي الذّم بصيغة "لا حبَّذا،
نحو: لا حَبَّذا
الصديق عمر.
وتُستعمَل
في أساليب المدحِ أو الذّم، بعض الأفعال المحوّلة إلى معنى المدح والذّم ، وذلك
بتحويل الفعل الماضي الثلاثي عن وزنه ، وصياغته على وزن"فَعُلَ"، بضمّ
العين، وهي: كلّ
فعلٍ ثُلاثي على وزن (فَعُلَ)،
على سبيل المثال:سَاءَ،
نحو قوله تعالى :﴿ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
كَبُرَ، نحوقوله تعالى: ﴿ كَبُرَ
مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾
حَسُنَ، نحوقوله تعالى ﴿ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ
رَفِيقًا﴾النساء69.
ضَعُفَ، نحو:قوله تعالى﴿ ضَعُفَ
الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾
ثانيًا: القسم: هو أسلوب توكيد للجملة الخبرية. وله صيغ كثيرة منها الأدوات أو الحروف: الواو، والباء، والتّاء،
واللّام، نحو:الواو،
نحو: ﴿ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾
الباء، نحو: { ﴿ وَأَقسَموا بِاللَّـهِ
جَهدَ أَيمانِهِم﴾
التّاء، نحو: {ت﴿اللَّـهِ
لَقَد عَلِمتُم ما جِئنا لِنُفسِدَ فِي الأَرضِ﴾
اللّام، نحو:
{﴿ لَعَمْرُكَ
إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾
وقد يكون بالفعل "أقسمُ" أو ما في معناه ،نحو " أحلف"، ومن صيغه التي تكثر عند العرب "لَعمرُ"
نحو قول الشاعر : لعمرك ما الدنيا بدار إقامة إذا زال عن نفس البصير غطاؤها.
ثالثًا: التّعجّب:هو كلامٌ يدلّ على الدّهشة والاستغراب. أو قل هو انفعال نفسي يعبّر عن استعظامك لشيء مّا
صيغ التعجب:وله صيغتان: "ما أفعلَه" ، وأفعِل به"، نحو: ما أجمل الربيع، أكرم بزيدٍ .
ونحو : ما أبعدَ العَيبَ وَالنُقصانَ عَن شَرَفي.ونحو قوله تعالى :﴿أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا﴾
ويوجد تعجّب يدلُّ عليه الاستعمال ومنها:
-استفهام تضمّنَ معنى التّعجّب ، قال تعالى:﴿فَكَيْفَ تَكْفُرُونَ
بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ﴾
-استعمال المَصدر، نحو: سُبحانَ الله!
-استعمال النّداء التّعجّبي، نحو: فَيَــا لَكَ مَنْ لَيْلٍ كَأنَّ نُجُومَـهُ.
فائدة نحويّة:في صيغةأَفْعَل الشّيء، تتركّب صيغة التّعجّب من ما: نكرة تامّة بمعنى (شيء)؛ وفعل التّعجّب: فعلٌ جامد لا يتصرّف، والمُتعجّب منه: مفعولٌ به منصوب بعد فعل التّعجّب.
· في صيغة "أفْعِل بالشّيء" تتركّب صيغة التّعجّب من: فعل التّعجّب: فعلٌ ماضٍ مبني على السّكون جاء على صيغة الأمر؛ والبَاء: حرفُ جرٍّ زائد؛ والمُتعجّب منه: مجرور لفظًا مرفوع محلًّا لأنّه فاعل لفعل التّعجّب.
رابعًا: الرجاء: الرّجاء هو تمنّي وقوع الخبر، ويُعبّر عنه بالأفعال الآتية:
-عَسَى، نحو﴿:فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾
-حرى، نحو: حرى المُلحد أن يؤمن.
-اخلولق، نحو: اخلولقتالسّماء أن تُمطر.
فائدة نحويّة: أفعالُ الرّجاء هي أفعال ماضية ناقصة مبنيّة على الفتح، وتعمل عمل (كانَ) لذلك تدخلُ على الجُملة الاسميّة فترفعُ المُبتدأ ويُسمّى اسمها، وتنصبُ الخبر ويُسمّى خبرها؛ ويجبُ أن يكونَ خبرُ أفعال الرّجاءِ جُملةً فعليّة فعلها مُضارعٌ مُقترنٌ بـ(أنْ) المصدريّة وجوبًا في خبر (حَرى واخلولقَ، وغالبًا في خبر"عَسَى".
وقد يكون الرجاء بالحرف لعلّ، نحو قول ذي الرمّة :
لعلّ انحِدار الدّمع يعقُب راحة من الوجد أن يشفي شجيّ البلابل.
الشّجي": الحزين،والبلابل جمع بلبَالِ: والبلبال: هو الهمّ والوسواس، والمراد بشجي البلابل المحزون الذي امتلأ صدره حزنا وهما.
وقال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ البقرة 21
والمعنى : اعبدوا الله ليصحّ منكم رجاء التقوى .
خامسًا: صيغ العقود:تدخلُ في كلِّ بيعٍ وشراء، أو عقدٍ، أو ضمانٍ، أو رهنٍ، أو وكالةٍ، أو دَين. أكثر ما تكون صيغه في الماضي، نحو: بعتُ سيّارتي، اشتريتُ بيتًا، وهبتُ مالًا، أعتقتُ زوجَتي. ومن عباراتها :
عقود البيع والشراء: بعتُكَ، اشتريتُ منك، أبيعك
عقود الزواج والطلاق: زوجتك ابنتي، قبلتُ زواجها، زوجني ابنتك
عبارات عقود المبايعة للحاكم: أبايعك على السمع والطاعة .وبايعتك على السمع والطاعة.، انتخبتك.
-عبارات الدخول في الإسلام، بإعلان الشهادتين. وهذا عقد مع الله بالخضوع له مع عقد النية على هذا الدخول.
-عبارات الدخول في العبادة: الصلاة، الحج والعمرة؛ فتكبيرة الإحرام تنوب مناب قولنا " عقدت الدخول في الصلاة" مع استحضار النية، وعبارة لبّيك اللهم لبيك" تنوب عن قولك : الدخول في الحج أو العمرة، مع استحضار النية في النفس.