المحاضرة الثانية
Site: | Plateforme des ressources pédagogiques et d'enseignement à distance, Université de Biskra. |
Cours: | مجتمع المعلومات |
Livre: | المحاضرة الثانية |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | dimanche 10 novembre 2024, 10:04 |
1. ماهية تكنولوجيا المعلومات والاتصال
ماهية تكنولوجيا المعلومات و الاتصال
لقد حضت تكنولوجيا المعلومات والاتصال باهتمام المتخصصين والمفكرين في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإعلامية...الخ، مما أثار جدلية تعدد التعريفات حول هذا المصطلح، سبقتها قضية تعدد تسميات المصطلح نفسه فالبعض يطلق عـليه تـقنية الـمعلومات والاتصال، والأخر يطلق عليه تكنولوجيا المعلومات والاتصال، غير أن هذا الأخير الأكثر شيوعا واستخداما في أدبيات الإنتاج الفكري المتخصص، كما أن التعريب يكون أحيانا أفضل من ترجمة عربية غير متفق عليها في العالم العربي، ولأن مصطلح تكنولوجيا المعلومات والاتصال كان نتيجة ترابط وتداخل بين مفردات. فلا بد من إلقاء الضوء على كل منها لرسم الحد الفاصل بينها ثم تحديد مفهوم المصطلح المركب.
- مفهوم التكنولوجيا Technology:
إذا كانت المعلومات جوهر مهم وحيويا فإن التكنولوجيا هي الوسيلة التي تستخدم في عملية خزنها ومعالجتها واسترجاعها أو تناقلها، وهي تعريب لكلمة TECHNOLOGY والتي اشتقت من الكلمة اليونانية TECHNE وتعني فنياً أو مهارات أما الجزء الثاني من الكلمة LOGY فهي مأخوذة من كلمة LOGOSوالتي تعني علماً أو دراسة ويترجم البعض كلمة تكنولوجيا إلى العربية ) تقنية ) بينما يراها البعض أنها ثقافة، ويقول "ستلر" (1990): إن كلمة تكنولوجيا مأخوذة من الأصل اللاتيني « textere » وتعني ينشئ أو ينسج، وتشير إلى تطبيق المعرفة العلمية، وقد انتقلت من أصلها اللاتيني إلى اللغة الفرنسية في صورة معدلة هي « technique »، ثم انتقلت من أصلها اللاتيني إلى اللغة الانجليزية وأصبحت: « technology » والتي ترجمت إلى اللغة العربية: "تكنولوجيا".3 واستخدمت آنذاك بمعنى الفنون التطبيقية، وشيأ فشيأ أمست الفنون التطبيقية نفسها هي غرض التكنولوجيا أو موضوعها حتى طل القرن العشرين وشاع هذا المصطلح شيوعا كبيرا وأصبحت له العديد من المدلولات، فالتكنولوجيا هي مختلف أنواع الوسائل التي تستخدم لإنتاج المستلزمات الضرورية لراحة الإنسان، فهي التطبيق المنظم والأسلوب المنهجي للمعرفة العلمية والعملية .[1] وتفيد القواميس الإنجليزية بأن معنى التكنولوجيا هو: "المعالجة النظامية للفن أو جميع الوسائل التي تستخدم لإنتاج الأشياء الضرورية لراحة الإنسان واستمرارية وجوده، كما تعني: التقنية أو الأداء التطبيقي."،1كما تعني كذلك: "استخدام الإنسان لكل مهاراته وإمكاناته للتواصل مع الآخرين."2
كما تعرف بأنها: " لا تتضمن بالضرورة استخدام أجهزة كما يدعي البعض، ولا تشكل الأجهزة إلا جزء من التكنولوجيا والتي تعني في جوهرها تطبيق المعرفة العلمية، ويتفق "فن" مع "ستلر" في أن التكنولوجيا تشير إلى الأجهزة والعمليات والنظم والإدارة وآليات التحكم البشرية وغير البشرية، فضلا على أنها الطريقة التي تبحث في المشكلات وتسعى إلى حلول ثم تدرس إمكانية تطبيق تلك الحلول"، - كما أنها: "هي التطبيق المنظم للمفاهيم السلوكية والفيزيقية لحل المشكلات."3
ومن هنا فإن التكنولوجيا هي علم التقنية أو علم الأداء التطبيقي، أي العلم الذي يهتم بتطبيق نتائج البحوث والنظريات التي توصلت إليها العلوم الأخرى في شتى المجالات وهذا بهدف خدمة الحياة العلمية وتطويرها وزيارة فاعليتها، وبالتالي فهي متواجدة في الطب والزراعة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها، كما أنها طريقة نظامية تسير على المعارف المنظمة وتستخدم جميع الإمكانيات المتاحة مادية كانت أو غير مادية بأسلوب فعال لإنجاز العمل المرغوب فيه على درجة عالية من الإتقان أو الكفاية، ومنه للتكنولوجيا ثلاث معان تفهم من خلال كل من النص أو السياق التي وردت فيه هي:
1/ التكنولوجيا كعمليات وتعني التطبيق النظامي للمعرفة العلمية.
2/ والتكنولوجيا كنواتج: وتعني الأدوات والأجهزة والمواد الناتجة عن تطبيق المعرفة العلمية.
3/ التكنولوجيا (كعمليات ونواتج معا)، وتستعمل بهذا المعنى عندما يشير النص إلى العمليات ونواتجها معا.
مفهوم المعلومات Information: أنظر المحاضرة الأول " إطار مفاهيمي "
- مفهوم الاتصال Communication 2
كلمة اتصال "Communication"مأخوذة من الأصل اللاتيني communis بمعنى Common عام أو شائع. فحين يتصل الفرد بفرد أخر، فإنه يستهدف الوصول إلى اتفاق عام أو وحدة فكر، وهي العملية التي يتم بها توصيل، أو نقل فكرة أو خـبرة أو مـفهوم أو مـهارة، أو إحساس من شخص لأخر أو مجموعة أشخاص، كما تعني أيضا خطوط المواصلات وأجهزة الاتصال كالمذياع، والتلفاز، والهاتف، والأقمار الصناعية ....
كلمة "اتصال" أو "تفاهم" Communication مشتقة من الأصل اللاتيني communis الذي هو عام وشائع، والاتصال عملية ديناميكية يستطيع بها طرفان أن يشاركا في فكرة أو مفهوم أو إحساس أو اتجاه أو عمل من الأعمال، والمقصود بالطرفين هنا أن فردا يخاطب فردا آخر أو أفراد آخرين أو هيئة أو مجموعة كبيرة من الناس، وكلمة المشاركة هنا لا تعني أن أحد الطرفين سلبي والآخر إيجابي، ولكنها عبارة عن أخذ وعطاء."[3]
- ويعرف بأنه:" الطريقة أو العملية التي يتم عن طريقها انتقال المعرفة من شخص لآخر حتى تصبح مشاعا بينهما وتؤدي إلى التفاهم بين هذين الشخصين أو أكثر"[4]
- كذلك هو: " العملية التي يتم بها نقل المعلومات والمعاني والأفكار من شخص لآخر أو آخرين بصورة تحقق الأهداف المنشودة في المنشأة أو في جماعة من الناس ذات نشاط
اجتماعي، فالاتصال هو العملية التي تنقل بها الرسالة من مرسل إلى مستقبل واحد أو أكثر بهدف تغيير السلوك."[5]
- عرفه الطويجي بأنه: "العملية أو الطريقة التي يتم عن طريقها انتقال المعرفة من شخص إلى آخر حتى تصبح مشاعا بينهما وتؤدي إلى التفاهم بين هذين الشخصين أو أكثر، وبذلك فلهذه العملية عناصر ومكونات تسعى إلى تحقيقه ومجال تعمل فيه ويؤثر فيها."
- وعرفه عبد الحافظ سلامة بأنه: "عملية تفاعل مشتركة بين طرفين (شخصين أو جماعتين أو مجتمعين) لتبادل فكرة أو خبرة معينة عن طريق وسيلة."[6]
- أما عليوة السيد فقد وضح مفهوم الاتصال بأنه: "إنتاج الأفكار والمعلومات والأخبار والمشاعر والاتجاهات وتبادلها وتخزينها وإرسالها بين طرفين أو شخصين على الأقل بأسلوب شفوي وذلك من أجل خلق فهم وقاعدة مشتركة التعاون بينهما."[7]
- ويعرف: "هو العملية التي تنقل بها الرسالة من مصدر معين إلى مستقبل واحد و أكثر بهدف تغيير السلوك."[8]
وبناء على ما تقدم من تعريفات لمفهوم الاتصال ويمكن القول إن تعريف الاتصال الشامل هو: عبارة عن اتصال ما بين طرفين والاشتراك فيما بينهما في نقل للمعارف والمعلومات بغية الوصول وتحقيق للأهداف المسطرة، كما أنه يتم وفق عناصر متكاملة ومتناسقة كالمرسل والمستقبل والرسالة...إلخ، حيث يتم تبادل المعلومات وإشاعتها فيما بينهم. يمكن شرح عملية الاتصال كما يلي:
فيديو يوضح عناصر العملية الاتصالية
:مفهوم تكنولوجيا المعلومات والاتصال-
مما سبق يمكن تناول هذا المصطلح من زاويتين. الأولى تتمثل في العتاد والأجـهزة والـمواد، والثانية تتمثل في تطبيق الجانب الأول على جميع مراحل دورة المعلومات منذ إنتاجها إلى اختزانها ومعالجتها، وعليه يمكن صياغة تعريف تكنولوجـيا المعلومات علـى أنها، التقنيات الالكترونية والرقمية التي تستخدم في تخزين ومعالجة وتناقل وبث نتائج عمليات تحليل وتصنيف وتكشيف واستخلاص المعلومات وتوجيه الإفادة منها من قبل المستفيدين بأيسر السبل مع ضمان محصلات السرعة والدقة، فالمقصود بتكنولوجيا المعلومات والاتصال هو جميع الوسائل والأدوات اللازمة، ويتمثل ذلك في تكنولوجيا الاتصالات بعناصرها من الفاكس والتلفزيون والراديو والتليستكس والفيديوتكس واستخدام الحاسبات الآلية وشبكات المعلومات ومراصد المعلومات وشبكات الانترنت والمؤتمرات عن بعد واستخدام القمر الصناعي والبريد الإلكتروني وغيرها من وسائل الاتصال، كما أنها العلم الذي يهتم بجمع وتخزين وبث مختلف أنواع المعلومات، وهي خليط من أجهزة الكمبيوتر ووسائل الاتصال ابتداء من الألياف الضوئية إلى الأقمار الصناعية وتقنيات الاستنساخ[ 9].
أخير فإن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي مجموعة الأدوات والأجهزة التي توفر عملية تخزين المعلومات ومعالجتها ومن ثم استرجاعها، وكذلك توصيلها واستقبالها بعد ذلك عبر أجهزة الاتصالات المختلفة إلى أي مكان في العالم.
- تطور تكنولوجيا المعلومات و الاتصال:
فيديو يوضح تطور التكنولوجيا
مرحلة إختراع الكتابة :Writing
لعل ما يميز الإنسان عن كافة المخلوقات الأخرى هو سعيه الدائم و مقدرته على التعبير عن أفكاره ، ولقد برزت هذه المقدرة منذ فجر التاريخ ، عندما ابتكر الإنسان البدائي رموزا صوتية ليتواصل بها مع الآخرين ، مما أنتج التجمعات البشرية نتيجة استخدامه لغة الإشارات ، وقد تبع ذلك تطور كبير في ارتقاء هذا التفاهم أنتج اللغة ، وعندما استطاع الإنسان التكلم تحققت الثورة الأولى ، فلقد أصبح لأول مرة من الإمكان أن تجمع البشرية – عن طريق الكلام – حصيلة اكتشافاتها و ابتكاراتها .ثم اخترع السومريون أقدم طريقة للكتابة ، و استخدموا ألواح الطين لحفظها ، وذلك منذ حوالي 3600سنة قبل الميلاد ، و رغم أنها حفظت الفكر الإنساني غير أنها لم تكن كافية لحل مشكلات الاتصال ، فلقد كانت حكرا على رجال الدين ، كما ظهرت الكتابة التصويرية و الهيروغليفية و غيرها ، ولكن هذه العصور تميزت بالفردية الاتصالية .إلا أن أخترع الورق على يد الصينيين و للعرب الفضل في تطويره ... وقد أعقبت ذلك العديد من الاكتشافات ساهمت في تطوير المعلومات .
مرحلة اختراع الطباعة : Printing
و لقد اقترنت الثورة الثانية بظهور الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر ، ويتفق معظم المؤرخين على أن يوحنا غوتمبرغ هو أول من فكر باختراع الطباعة بالحروف المعدنية المنفصلة ، وذلك حوالي سنة 1436 ، حيث أتم طباعة الإنجيل باللغة اللاتينية عام 1455 .فانتقل العالم الى صر النسخ للعديد من الكتب و المصادر المطبوعة الأخرى ، من أجل حفظها للأجيال القادمة . ولغل هذه المرحلة هي المحرك الأساسي لتكنولوجيا المعلومات .
مرحلة التكنولوجيا المسموعة و المرئية : Audio - Visuals
و خلال القرن التاسع عشر بدأت معالم ثورة الثورة الثالثة و اكتمل نموها في القرن العشرين ، فلقد شهد القرن التاسع عشر ظهور عدد كبير من وسائل الاتصال استجابة لعلاج بعض المشكلات الناجمة عن الثورة الصناعية ، فلقد أدى التوسع في التصنيع إلى زيادة الطلب على المواد الخام ، مما أفرز حاجة و عجزا ، فلقد أصبحت الأساليب التقليدية للاتصال لا تلبي التطورات الضخمة التي يشهده العالم الصناعي ، فجاءت محاولات عديدة لاختراعات جديدة غيرت مجرى البشرية .
ففي عام 1824 اكتشف العالم الانجليزي و ليم سترجون Sturgon الموجات الكهرومغناطيسية ، واستطاع صمويل مورس Morse اختراع التلغراف في عام 1937 ، كما ابتكر طريقة الكتابة التي تعتمد على النقط و الشرط Dots and Dashes و قد تم ربط التلغراف السلكية عبر كل أوربا و أمريكا و الهند خلال القرن التاسع عشر .
و في عام 1876 استطاع غراهام بل أن يخترع التليفون مستخدما نفس تكنولوجيا التلغراف لنقل الصوت الى مسافات بعيدة ، أي سريان التيار الكهربائي في الاسلاك النحاسية مستبدلا بمطرقة التلغراف شريحة رقيقة من المعدن تهتز حين تصتدم بها الموجات الصوتية ، وتحول الصوت إلى تيار كهربائي يسري في الأسلاك و تقوم سماعة التليفون بتحويل هذه الدبدبات الكهربائية إلى إشارات صوتية تحاكي الصوت الأصلي.
.وفي عام 1877اخترع توماس إديسون Edisonجهاز الفونوغراف Phonograph ، ثم تمكن الألماني إميل برلنجر Berlinger في عام 1887 من ابتكار القرص المسطح Flat Disc الذي يستخدم في تسجيل الصوت
و في عام 1895 شاهد الجمهور الفرنسي أول عرض سينمائي ، ثم أصبحت السينما ناطقة سنة 1928 . و تمكن العالم الإيطالي الأصل جو غليلمو ماركوني Marconi من اختراع اللاسلكي سنة 1896، و كانت هي المرة الأولى التي ينتقل فيها الصوت إلى مسافات بعيدة نسبيا بدون استخدام الأسلاك .
وجاء التحول المهم في مجال اختراع مصادر المعلومات المسموعة باختراع المذياع ( الراديو ) عام 1906 ، و كان الألمان و الكنديون أول من بدأ في توجيه خدمات الراديو المنتظمة منذ عام 1919 ، ثم تبعنها الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1920.
كذلك بدأت تجارب التليفزيون في الولايات المتحدة منذ أواخر العشرينات مستفيدة بما سبقها من دراسات و تجارب علمية في مجالات الكهرباء ، و التصوير الفوتوغرافي و الاتصالات السلكية و اللاسلكية، وفي أول يوليو 1940 بدأت خدمات التلفزيون التجاري في الولايات المتحدة في نهاية عام 1942 بلغ عدد المحطات الأمريكية 10محطات .حيث أصبحت هذه الوسائل تعكس قيم المجتمعات و ثقافتها وأسلوب معيشة الأفراد ضمنها ، كما عكس الراديو اهتمامات الناس الأساسية باعتباره من أقوى وسائل الاتصال الجماهيري ، وقدمت الأفلام السينمائية واقع المجتمعات و طموحاتها و خيالاتها . تلاها بعد ذلك انتشار المصغرات Microform كالمصغرات الفلمية Microfilm و البطاقية في منتصف القرن العشرين ، ولكن اكتشافها بعود إلى قبل ذلك عندما قام العالم الأنجليزي جون بنيامين دانسر John Benjamin Dancer بصناعة جهاز التصوير المصغر عام 1839 و بنسبة تصغير بلغت 160مرة ، ثم العالم الفرنسي رينيه داكرون Rene Dagron عام 1864 حيث لعب هذا الجهاز دورا بالغ الأهمية في تخزين و تناقل المعلومات ، خاصة في حصار باريس فقد قام بتصوير أكثر من 115000 رسالة مايكروفلمية للفترة 1870-1871 ، ثم تزايد الإهتمام بالمصغرات الفلمية في الولايات المتحدة عام 1933 باستخدام الافلام ثم البطاقات المصغرة ( المايكروفيش ) و البطاقات ذات الفتحة المؤطرة Aperture Card عام 1945 .
- و لقد أعتبرت المصغرات حينها من أهم التكنولوجيا لما تملكه من مزايا فهي اقتصادية في الكان حيث يمكن حفظ ما يقارب 30000 صفحة ورقية ، وبعد تحويلها الى شكلها المصغر ،في درج واحد من أدرج الكتب ، وبذلك فإن المصغرات وفرت ما يقارب 98 ٪ من أمكنة حفظ و تخزين مصادر المعلومات .
- سهولة تداولها و تناقلها ، عبر مختلف المناطق الجغرافية .
- سهولة استرجاع المعلومات المصورة عليه باستخدام أجهزة القراءة Readers أو أجهزة القراءة الطباعة وReader-Printers حيث تمكن من قراءتها و تحويلها إلى الشكل الورقي و ان هذه الأجهزة كانت و لا تزال في بعض مراكز المعلومات و التوثيق
- مرحلة اختراع الحاسوب :
لقد أدى تطور حاجيات البشرية الى تطورات عديدة رسمت طريقا واحدا هو "الطريق نحو الكومبيوتر"، حيث تشير الدراسات الى أن شارلز بابيج كان قد صمم حاسوب ميكانيكي ليقوم بالحسابات بإستخدام البطاقة المثقبة ، عام 1833 ، لغرض تخزين البيانات عبر آلة تحليلية ، و في عام 1887 تم تطوير مفهوم البطاقات المثقبة الصالحة للقراءة الآلية ، وجرى تصميم جهاز يستطيع قراءة 50-80 بطاقة في الدقيقة الواحدة و جدولتها . و لقد كانت الحرب العالمية الثانية بمثابة المنعطف و الحافز لإبتكار ما هو جيد لخدمة المعركة ، ففي عام 1937 بدأ أستاذ جامعة هارفارد رد هوارد آيكن Howard Aiken العمل على بناء ألة حاسبة أتوماتيكية تستخدم التقنية المتاحة آنذاك و البطاقات المثقبة و استغرقت محاولاته 7 سنوات ثم بعدها تم بناء حاسوب ميكانيكي أطلق عليه اسم مارك (1) Mark و كان ذلك بالتعاون مع شركة IBM . و بذلك فلقد مر الحاسوب
بعدة محطات و أجيال يمكن عرضها في الفيديو التالي:
فيديو يوضح تاريخ وتطور الحاسوب
- مرحلة تزاوج تكنولوجيا الحواسيب و الاتصال :
ولقد شهد النصف الثاني من القرن العشرين الثورة الخامسة و التي كانت ناتج تزاوج تكنولوجيا الحواسيب و تكنولوجيا الاتصال المختلفة وصولا إلى شبكة المعلومات و على رأسها الانترنت ، من أجل التحكم في انفجار المعلومات ، فبقد ظهرت في السنوات الأخيرة ابتكارات عديدة طورت الاتصالات السلكية و اللاسلكية .لتلبية حاجات الأفراد إلى المعلومات ومن أبرزها الحاسبات الشخصية المتنقلة ، الأقمار الصناعية ، الاتصال الكابلي ، و الميكروويف و الألياف الضوئية ، و الاتصالات الرقمية ، و أدى ذلك إلى ظهور خدمات اتصال جديدة مثل التلفزيون الكابلي ، و منخفض القوة ، و الفيديو كاسيت ، الفيديوديسك ، و الفيديوتكس ، و اللتليتكست ، و قواعد البيانات ، و عقد المؤتمرات عن بعد و البريد الالكتروني .
إن تكنولوجيا الاتصال المتقدمة، هي الحقيقة المؤكدة في هذا العصر ، لكن المؤكد أيضا أن هذه التكنولوجيا كمستلزمات أو كصناعة أو كانتشار ، مازالت حكرا على الدول المتقدمة في الشمال الغني والمهيمن ، وان معظم بلدان العالم الثالث لم تتمكن من مواكبة هذا التطور أو التفاعل الإيجابي معه ، حتى بات كل الازدهار المفترض لتقنيات الاتصال يصطدم بحقيقة أن واحد بالمائة فقط من سكان الدول النامية التي تمثل غالبية سكان الأرض يمكنهم التمتع بمزايا هذه التقنيات ، مما يلزم دول العالم الثالث التفكير بجدية والوقوف على هذا الوضع من أجل تطويع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على تقديم حلول مبتكرة لمشكلاتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وليس الاعتماد فقط على تلك الحلول التي خرجت بها دول العالم المتقدم ،إن العمل بمثل هذا المبدأ سوف يوفر على دول العالم الثالث الكثير في سبيل إعادة التفكير في الطرق التي يمكن بها استخدام تكنولوجيا المعلومات الاتصالات لحل تلك المشكلات المزمنة التي تواجهها هذه الدول. وعلى ذلك فإن التفكير الابتكاري لما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا للدول الناشئة يجب أن يكون مختلفاً على وجه كبير مما قدمته في دول العالم المتقدم.
فيديو حول بداية تقنية الانترنت
2. المظاهر والمؤشرات
ماهية تكنولوجيا المعلومات و الاتصال
لقد حضت تكنولوجيا المعلومات والاتصال باهتمام المتخصصين والمفكرين في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإعلامية...الخ، مما أثار جدلية تعدد التعريفات حول هذا المصطلح، سبقتها قضية تعدد تسميات المصطلح نفسه فالبعض يطلق عـليه تـقنية الـمعلومات والاتصال، والأخر يطلق عليه تكنولوجيا المعلومات والاتصال، غير أن هذا الأخير الأكثر شيوعا واستخداما في أدبيات الإنتاج الفكري المتخصص، كما أن التعريب يكون أحيانا أفضل من ترجمة عربية غير متفق عليها في العالم العربي، ولأن مصطلح تكنولوجيا المعلومات والاتصال كان نتيجة ترابط وتداخل بين مفردات. فلا بد من إلقاء الضوء على كل منها لرسم الحد الفاصل بينها ثم تحديد مفهوم المصطلح المركب.
- مفهوم التكنولوجيا Technology:
إذا كانت المعلومات جوهر مهم وحيويا فإن التكنولوجيا هي الوسيلة التي تستخدم في عملية خزنها ومعالجتها واسترجاعها أو تناقلها، وهي تعريب لكلمة TECHNOLOGY والتي اشتقت من الكلمة اليونانية TECHNE وتعني فنياً أو مهارات أما الجزء الثاني من الكلمة LOGY فهي مأخوذة من كلمة LOGOSوالتي تعني علماً أو دراسة ويترجم البعض كلمة تكنولوجيا إلى العربية ) تقنية ) بينما يراها البعض أنها ثقافة، ويقول "ستلر" (1990): إن كلمة تكنولوجيا مأخوذة من الأصل اللاتيني « textere » وتعني ينشئ أو ينسج، وتشير إلى تطبيق المعرفة العلمية، وقد انتقلت من أصلها اللاتيني إلى اللغة الفرنسية في صورة معدلة هي « technique »، ثم انتقلت من أصلها اللاتيني إلى اللغة الانجليزية وأصبحت: « technology » والتي ترجمت إلى اللغة العربية: "تكنولوجيا".3 واستخدمت آنذاك بمعنى الفنون التطبيقية، وشيأ فشيأ أمست الفنون التطبيقية نفسها هي غرض التكنولوجيا أو موضوعها حتى طل القرن العشرين وشاع هذا المصطلح شيوعا كبيرا وأصبحت له العديد من المدلولات، فالتكنولوجيا هي مختلف أنواع الوسائل التي تستخدم لإنتاج المستلزمات الضرورية لراحة الإنسان، فهي التطبيق المنظم والأسلوب المنهجي للمعرفة العلمية والعملية .[1] وتفيد القواميس الإنجليزية بأن معنى التكنولوجيا هو: "المعالجة النظامية للفن أو جميع الوسائل التي تستخدم لإنتاج الأشياء الضرورية لراحة الإنسان واستمرارية وجوده، كما تعني: التقنية أو الأداء التطبيقي."،1كما تعني كذلك: "استخدام الإنسان لكل مهاراته وإمكاناته للتواصل مع الآخرين."2
كما تعرف بأنها: " لا تتضمن بالضرورة استخدام أجهزة كما يدعي البعض، ولا تشكل الأجهزة إلا جزء من التكنولوجيا والتي تعني في جوهرها تطبيق المعرفة العلمية، ويتفق "فن" مع "ستلر" في أن التكنولوجيا تشير إلى الأجهزة والعمليات والنظم والإدارة وآليات التحكم البشرية وغير البشرية، فضلا على أنها الطريقة التي تبحث في المشكلات وتسعى إلى حلول ثم تدرس إمكانية تطبيق تلك الحلول"، - كما أنها: "هي التطبيق المنظم للمفاهيم السلوكية والفيزيقية لحل المشكلات."3
ومن هنا فإن التكنولوجيا هي علم التقنية أو علم الأداء التطبيقي، أي العلم الذي يهتم بتطبيق نتائج البحوث والنظريات التي توصلت إليها العلوم الأخرى في شتى المجالات وهذا بهدف خدمة الحياة العلمية وتطويرها وزيارة فاعليتها، وبالتالي فهي متواجدة في الطب والزراعة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها، كما أنها طريقة نظامية تسير على المعارف المنظمة وتستخدم جميع الإمكانيات المتاحة مادية كانت أو غير مادية بأسلوب فعال لإنجاز العمل المرغوب فيه على درجة عالية من الإتقان أو الكفاية، ومنه للتكنولوجيا ثلاث معان تفهم من خلال كل من النص أو السياق التي وردت فيه هي:
1/ التكنولوجيا كعمليات وتعني التطبيق النظامي للمعرفة العلمية.
2/ والتكنولوجيا كنواتج: وتعني الأدوات والأجهزة والمواد الناتجة عن تطبيق المعرفة العلمية.
3/ التكنولوجيا (كعمليات ونواتج معا)، وتستعمل بهذا المعنى عندما يشير النص إلى العمليات ونواتجها معا.
مفهوم المعلومات Information: أنظر المحاضرة الأول " إطار مفاهيمي "
- مفهوم الاتصال Communication 2
كلمة اتصال "Communication"مأخوذة من الأصل اللاتيني communis بمعنى Common عام أو شائع. فحين يتصل الفرد بفرد أخر، فإنه يستهدف الوصول إلى اتفاق عام أو وحدة فكر، وهي العملية التي يتم بها توصيل، أو نقل فكرة أو خـبرة أو مـفهوم أو مـهارة، أو إحساس من شخص لأخر أو مجموعة أشخاص، كما تعني أيضا خطوط المواصلات وأجهزة الاتصال كالمذياع، والتلفاز، والهاتف، والأقمار الصناعية ....
كلمة "اتصال" أو "تفاهم" Communication مشتقة من الأصل اللاتيني communis الذي هو عام وشائع، والاتصال عملية ديناميكية يستطيع بها طرفان أن يشاركا في فكرة أو مفهوم أو إحساس أو اتجاه أو عمل من الأعمال، والمقصود بالطرفين هنا أن فردا يخاطب فردا آخر أو أفراد آخرين أو هيئة أو مجموعة كبيرة من الناس، وكلمة المشاركة هنا لا تعني أن أحد الطرفين سلبي والآخر إيجابي، ولكنها عبارة عن أخذ وعطاء."[3]
- ويعرف بأنه:" الطريقة أو العملية التي يتم عن طريقها انتقال المعرفة من شخص لآخر حتى تصبح مشاعا بينهما وتؤدي إلى التفاهم بين هذين الشخصين أو أكثر"[4]
- كذلك هو: " العملية التي يتم بها نقل المعلومات والمعاني والأفكار من شخص لآخر أو آخرين بصورة تحقق الأهداف المنشودة في المنشأة أو في جماعة من الناس ذات نشاط
اجتماعي، فالاتصال هو العملية التي تنقل بها الرسالة من مرسل إلى مستقبل واحد أو أكثر بهدف تغيير السلوك."[5]
- عرفه الطويجي بأنه: "العملية أو الطريقة التي يتم عن طريقها انتقال المعرفة من شخص إلى آخر حتى تصبح مشاعا بينهما وتؤدي إلى التفاهم بين هذين الشخصين أو أكثر، وبذلك فلهذه العملية عناصر ومكونات تسعى إلى تحقيقه ومجال تعمل فيه ويؤثر فيها."
- وعرفه عبد الحافظ سلامة بأنه: "عملية تفاعل مشتركة بين طرفين (شخصين أو جماعتين أو مجتمعين) لتبادل فكرة أو خبرة معينة عن طريق وسيلة."[6]
- أما عليوة السيد فقد وضح مفهوم الاتصال بأنه: "إنتاج الأفكار والمعلومات والأخبار والمشاعر والاتجاهات وتبادلها وتخزينها وإرسالها بين طرفين أو شخصين على الأقل بأسلوب شفوي وذلك من أجل خلق فهم وقاعدة مشتركة التعاون بينهما."[7]
- ويعرف: "هو العملية التي تنقل بها الرسالة من مصدر معين إلى مستقبل واحد و أكثر بهدف تغيير السلوك."[8]
وبناء على ما تقدم من تعريفات لمفهوم الاتصال ويمكن القول إن تعريف الاتصال الشامل هو: عبارة عن اتصال ما بين طرفين والاشتراك فيما بينهما في نقل للمعارف والمعلومات بغية الوصول وتحقيق للأهداف المسطرة، كما أنه يتم وفق عناصر متكاملة ومتناسقة كالمرسل والمستقبل والرسالة...إلخ، حيث يتم تبادل المعلومات وإشاعتها فيما بينهم. يمكن شرح عملية الاتصال كما يلي:
فيديو يوضح عناصر العملية الاتصالية
:مفهوم تكنولوجيا المعلومات والاتصال-
مما سبق يمكن تناول هذا المصطلح من زاويتين. الأولى تتمثل في العتاد والأجـهزة والـمواد، والثانية تتمثل في تطبيق الجانب الأول على جميع مراحل دورة المعلومات منذ إنتاجها إلى اختزانها ومعالجتها، وعليه يمكن صياغة تعريف تكنولوجـيا المعلومات علـى أنها، التقنيات الالكترونية والرقمية التي تستخدم في تخزين ومعالجة وتناقل وبث نتائج عمليات تحليل وتصنيف وتكشيف واستخلاص المعلومات وتوجيه الإفادة منها من قبل المستفيدين بأيسر السبل مع ضمان محصلات السرعة والدقة، فالمقصود بتكنولوجيا المعلومات والاتصال هو جميع الوسائل والأدوات اللازمة، ويتمثل ذلك في تكنولوجيا الاتصالات بعناصرها من الفاكس والتلفزيون والراديو والتليستكس والفيديوتكس واستخدام الحاسبات الآلية وشبكات المعلومات ومراصد المعلومات وشبكات الانترنت والمؤتمرات عن بعد واستخدام القمر الصناعي والبريد الإلكتروني وغيرها من وسائل الاتصال، كما أنها العلم الذي يهتم بجمع وتخزين وبث مختلف أنواع المعلومات، وهي خليط من أجهزة الكمبيوتر ووسائل الاتصال ابتداء من الألياف الضوئية إلى الأقمار الصناعية وتقنيات الاستنساخ[ 9].
أخير فإن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي مجموعة الأدوات والأجهزة التي توفر عملية تخزين المعلومات ومعالجتها ومن ثم استرجاعها، وكذلك توصيلها واستقبالها بعد ذلك عبر أجهزة الاتصالات المختلفة إلى أي مكان في العالم.
- تطور تكنولوجيا المعلومات و الاتصال:
فيديو يوضح تطور التكنولوجيا
مرحلة إختراع الكتابة :Writing
لعل ما يميز الإنسان عن كافة المخلوقات الأخرى هو سعيه الدائم و مقدرته على التعبير عن أفكاره ، ولقد برزت هذه المقدرة منذ فجر التاريخ ، عندما ابتكر الإنسان البدائي رموزا صوتية ليتواصل بها مع الآخرين ، مما أنتج التجمعات البشرية نتيجة استخدامه لغة الإشارات ، وقد تبع ذلك تطور كبير في ارتقاء هذا التفاهم أنتج اللغة ، وعندما استطاع الإنسان التكلم تحققت الثورة الأولى ، فلقد أصبح لأول مرة من الإمكان أن تجمع البشرية – عن طريق الكلام – حصيلة اكتشافاتها و ابتكاراتها .ثم اخترع السومريون أقدم طريقة للكتابة ، و استخدموا ألواح الطين لحفظها ، وذلك منذ حوالي 3600سنة قبل الميلاد ، و رغم أنها حفظت الفكر الإنساني غير أنها لم تكن كافية لحل مشكلات الاتصال ، فلقد كانت حكرا على رجال الدين ، كما ظهرت الكتابة التصويرية و الهيروغليفية و غيرها ، ولكن هذه العصور تميزت بالفردية الاتصالية .إلا أن أخترع الورق على يد الصينيين و للعرب الفضل في تطويره ... وقد أعقبت ذلك العديد من الاكتشافات ساهمت في تطوير المعلومات .
مرحلة اختراع الطباعة : Printing
و لقد اقترنت الثورة الثانية بظهور الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر ، ويتفق معظم المؤرخين على أن يوحنا غوتمبرغ هو أول من فكر باختراع الطباعة بالحروف المعدنية المنفصلة ، وذلك حوالي سنة 1436 ، حيث أتم طباعة الإنجيل باللغة اللاتينية عام 1455 .فانتقل العالم الى صر النسخ للعديد من الكتب و المصادر المطبوعة الأخرى ، من أجل حفظها للأجيال القادمة . ولغل هذه المرحلة هي المحرك الأساسي لتكنولوجيا المعلومات .
مرحلة التكنولوجيا المسموعة و المرئية : Audio - Visuals
و خلال القرن التاسع عشر بدأت معالم ثورة الثورة الثالثة و اكتمل نموها في القرن العشرين ، فلقد شهد القرن التاسع عشر ظهور عدد كبير من وسائل الاتصال استجابة لعلاج بعض المشكلات الناجمة عن الثورة الصناعية ، فلقد أدى التوسع في التصنيع إلى زيادة الطلب على المواد الخام ، مما أفرز حاجة و عجزا ، فلقد أصبحت الأساليب التقليدية للاتصال لا تلبي التطورات الضخمة التي يشهده العالم الصناعي ، فجاءت محاولات عديدة لاختراعات جديدة غيرت مجرى البشرية .
ففي عام 1824 اكتشف العالم الانجليزي و ليم سترجون Sturgon الموجات الكهرومغناطيسية ، واستطاع صمويل مورس Morse اختراع التلغراف في عام 1937 ، كما ابتكر طريقة الكتابة التي تعتمد على النقط و الشرط Dots and Dashes و قد تم ربط التلغراف السلكية عبر كل أوربا و أمريكا و الهند خلال القرن التاسع عشر .
و في عام 1876 استطاع غراهام بل أن يخترع التليفون مستخدما نفس تكنولوجيا التلغراف لنقل الصوت الى مسافات بعيدة ، أي سريان التيار الكهربائي في الاسلاك النحاسية مستبدلا بمطرقة التلغراف شريحة رقيقة من المعدن تهتز حين تصتدم بها الموجات الصوتية ، وتحول الصوت إلى تيار كهربائي يسري في الأسلاك و تقوم سماعة التليفون بتحويل هذه الدبدبات الكهربائية إلى إشارات صوتية تحاكي الصوت الأصلي.
.وفي عام 1877اخترع توماس إديسون Edisonجهاز الفونوغراف Phonograph ، ثم تمكن الألماني إميل برلنجر Berlinger في عام 1887 من ابتكار القرص المسطح Flat Disc الذي يستخدم في تسجيل الصوت
و في عام 1895 شاهد الجمهور الفرنسي أول عرض سينمائي ، ثم أصبحت السينما ناطقة سنة 1928 . و تمكن العالم الإيطالي الأصل جو غليلمو ماركوني Marconi من اختراع اللاسلكي سنة 1896، و كانت هي المرة الأولى التي ينتقل فيها الصوت إلى مسافات بعيدة نسبيا بدون استخدام الأسلاك .
وجاء التحول المهم في مجال اختراع مصادر المعلومات المسموعة باختراع المذياع ( الراديو ) عام 1906 ، و كان الألمان و الكنديون أول من بدأ في توجيه خدمات الراديو المنتظمة منذ عام 1919 ، ثم تبعنها الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1920.
كذلك بدأت تجارب التليفزيون في الولايات المتحدة منذ أواخر العشرينات مستفيدة بما سبقها من دراسات و تجارب علمية في مجالات الكهرباء ، و التصوير الفوتوغرافي و الاتصالات السلكية و اللاسلكية، وفي أول يوليو 1940 بدأت خدمات التلفزيون التجاري في الولايات المتحدة في نهاية عام 1942 بلغ عدد المحطات الأمريكية 10محطات .حيث أصبحت هذه الوسائل تعكس قيم المجتمعات و ثقافتها وأسلوب معيشة الأفراد ضمنها ، كما عكس الراديو اهتمامات الناس الأساسية باعتباره من أقوى وسائل الاتصال الجماهيري ، وقدمت الأفلام السينمائية واقع المجتمعات و طموحاتها و خيالاتها . تلاها بعد ذلك انتشار المصغرات Microform كالمصغرات الفلمية Microfilm و البطاقية في منتصف القرن العشرين ، ولكن اكتشافها بعود إلى قبل ذلك عندما قام العالم الأنجليزي جون بنيامين دانسر John Benjamin Dancer بصناعة جهاز التصوير المصغر عام 1839 و بنسبة تصغير بلغت 160مرة ، ثم العالم الفرنسي رينيه داكرون Rene Dagron عام 1864 حيث لعب هذا الجهاز دورا بالغ الأهمية في تخزين و تناقل المعلومات ، خاصة في حصار باريس فقد قام بتصوير أكثر من 115000 رسالة مايكروفلمية للفترة 1870-1871 ، ثم تزايد الإهتمام بالمصغرات الفلمية في الولايات المتحدة عام 1933 باستخدام الافلام ثم البطاقات المصغرة ( المايكروفيش ) و البطاقات ذات الفتحة المؤطرة Aperture Card عام 1945 .
- و لقد أعتبرت المصغرات حينها من أهم التكنولوجيا لما تملكه من مزايا فهي اقتصادية في الكان حيث يمكن حفظ ما يقارب 30000 صفحة ورقية ، وبعد تحويلها الى شكلها المصغر ،في درج واحد من أدرج الكتب ، وبذلك فإن المصغرات وفرت ما يقارب 98 ٪ من أمكنة حفظ و تخزين مصادر المعلومات .
- سهولة تداولها و تناقلها ، عبر مختلف المناطق الجغرافية .
- سهولة استرجاع المعلومات المصورة عليه باستخدام أجهزة القراءة Readers أو أجهزة القراءة الطباعة وReader-Printers حيث تمكن من قراءتها و تحويلها إلى الشكل الورقي و ان هذه الأجهزة كانت و لا تزال في بعض مراكز المعلومات و التوثيق
- مرحلة اختراع الحاسوب :
لقد أدى تطور حاجيات البشرية الى تطورات عديدة رسمت طريقا واحدا هو "الطريق نحو الكومبيوتر"، حيث تشير الدراسات الى أن شارلز بابيج كان قد صمم حاسوب ميكانيكي ليقوم بالحسابات بإستخدام البطاقة المثقبة ، عام 1833 ، لغرض تخزين البيانات عبر آلة تحليلية ، و في عام 1887 تم تطوير مفهوم البطاقات المثقبة الصالحة للقراءة الآلية ، وجرى تصميم جهاز يستطيع قراءة 50-80 بطاقة في الدقيقة الواحدة و جدولتها . و لقد كانت الحرب العالمية الثانية بمثابة المنعطف و الحافز لإبتكار ما هو جيد لخدمة المعركة ، ففي عام 1937 بدأ أستاذ جامعة هارفارد رد هوارد آيكن Howard Aiken العمل على بناء ألة حاسبة أتوماتيكية تستخدم التقنية المتاحة آنذاك و البطاقات المثقبة و استغرقت محاولاته 7 سنوات ثم بعدها تم بناء حاسوب ميكانيكي أطلق عليه اسم مارك (1) Mark و كان ذلك بالتعاون مع شركة IBM . و بذلك فلقد مر الحاسوب
بعدة محطات و أجيال يمكن عرضها في الفيديو التالي:
فيديو يوضح تاريخ وتطور الحاسوب
- مرحلة تزاوج تكنولوجيا الحواسيب و الاتصال :
ولقد شهد النصف الثاني من القرن العشرين الثورة الخامسة و التي كانت ناتج تزاوج تكنولوجيا الحواسيب و تكنولوجيا الاتصال المختلفة وصولا إلى شبكة المعلومات و على رأسها الانترنت ، من أجل التحكم في انفجار المعلومات ، فبقد ظهرت في السنوات الأخيرة ابتكارات عديدة طورت الاتصالات السلكية و اللاسلكية .لتلبية حاجات الأفراد إلى المعلومات ومن أبرزها الحاسبات الشخصية المتنقلة ، الأقمار الصناعية ، الاتصال الكابلي ، و الميكروويف و الألياف الضوئية ، و الاتصالات الرقمية ، و أدى ذلك إلى ظهور خدمات اتصال جديدة مثل التلفزيون الكابلي ، و منخفض القوة ، و الفيديو كاسيت ، الفيديوديسك ، و الفيديوتكس ، و اللتليتكست ، و قواعد البيانات ، و عقد المؤتمرات عن بعد و البريد الالكتروني .
إن تكنولوجيا الاتصال المتقدمة، هي الحقيقة المؤكدة في هذا العصر ، لكن المؤكد أيضا أن هذه التكنولوجيا كمستلزمات أو كصناعة أو كانتشار ، مازالت حكرا على الدول المتقدمة في الشمال الغني والمهيمن ، وان معظم بلدان العالم الثالث لم تتمكن من مواكبة هذا التطور أو التفاعل الإيجابي معه ، حتى بات كل الازدهار المفترض لتقنيات الاتصال يصطدم بحقيقة أن واحد بالمائة فقط من سكان الدول النامية التي تمثل غالبية سكان الأرض يمكنهم التمتع بمزايا هذه التقنيات ، مما يلزم دول العالم الثالث التفكير بجدية والوقوف على هذا الوضع من أجل تطويع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على تقديم حلول مبتكرة لمشكلاتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وليس الاعتماد فقط على تلك الحلول التي خرجت بها دول العالم المتقدم ،إن العمل بمثل هذا المبدأ سوف يوفر على دول العالم الثالث الكثير في سبيل إعادة التفكير في الطرق التي يمكن بها استخدام تكنولوجيا المعلومات الاتصالات لحل تلك المشكلات المزمنة التي تواجهها هذه الدول. وعلى ذلك فإن التفكير الابتكاري لما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا للدول الناشئة يجب أن يكون مختلفاً على وجه كبير مما قدمته في دول العالم المتقدم.
فيديو حول بداية تقنية الانترنت
3. التحديات والحلول
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجتمع المعلومات: تحديات والحلول
- تحديات مجتمع المعلومات على المستويين العالمي والعربي:
يواجـه مجتمـع المعلومـات مجموعـة مـن التحـديات علـى المسـتوى العـالمي وكـذا علـى المسـتوى الوطني، ويمكن بإختصار عرض أهم هذه التحديات فيما يلي:
- التحديات العالمية : وتشتمل على ما يلي
-1التحـــديات السياســـية: إن الحاجــة للمعلومــة حاجــة قويــة، والقــوة هــذه ذات تــأثير في القــرار السياسي في أي مجتمع. فمن يملك المعلومة يملك القوة التي تؤثر على صانع القرار السياسـي في أي مجتمع إن كان بحاجة إلى تلك المعلومة.
-2التحــديات الإقتصــادية: إن نقــص المــوارد الإقتصــادية يعــني الحاجــة إلى المعلومــات الــتي تطــور إقتصــاديات الــدول، وحاجاتهــا المســتقبلية، فتطــوير صــناعة الأسمــاك، والزراعــة وغيرهــا، كــل هــذه التقنيات ذات تأثير في القطاع الإقتصادي للدولة.
-3التحديات التقنية: هناك تحد تقني يتمثل بحاجة الدول والمجتمعات إلى المعدات والبرمجيـات، وإلى تطـوير إمكانياتهـا الذاتيـة في هـذا المجـال، وهـذا التطـوير بحاجـة إلى المسـاعدة الفنيـة والإقتصادية الخارجية.
-4التحــديات الأمنــية :تتمثل في ضــعف البنــاء التحــتي المعلومــاتي الكــوني وإنكشــافه للتعــديات ووجود تغراث أمنية كبيرة، إن تعطيل هذا البناء أو تخريبه أو التعـدي عليـه يـؤدي إلى إضـطراب كبـير في عمليات التواصل في مجالات المال والأعمال والعلاقات الإجتماعية بين الأفراد وغير ذلـك،كمـا أن زيادة إحتمالات وسهولة شن عمليات إرهابية معلوماتية لازالت قائمة وكبيرة. بـدأ الميـل نحـو مفهـوم دولي للأمـن وذلـك لأن العـالم يشـترك في البنـاء الفضـائي العـام )وهـو مشـاع ( وفي البنيـة المعلوماتيـة التحتيـة )مثـل الأنترنـت(، ممـا جعـل مهـددات الأمـن عالميـة تتطلــب حلولا عالمية.
- التحديات الداخلية: وتشمل التحديات التالية
1- تحدي التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان: ويتمثل في تحـدي التخلـف وضـغوطات النمـو الـتي تقـع علـى كاهـل المجتمـع فـالفقر والأميـة، والجريمـة، والمشـكلات الإجتماعيـة المتنوعـة، والفسـاد الإداري والسياسـي تحـد مـن فـرص التطـور والإنتقـال إلى مجتمـع المعلومـات، فلابـد مـن تطـور البـنىلإجتماعية والإقتصادية حتى تتمكن المجتمعات من دخول المجتمع المعلوماتي بيسر.
-2التحدي البشري ونقص الكفاءات: إن نقص الكفاءات على مستوى القيادة والتقنية بسـبب عدم التأهيل وهجرة العقول جعل أمر التعامل مع العصـر القـادم في ظـل مشـكلات متعـددة داخليـة يشكل تحديا كبير.
3- التحـدي الثقـافي: إن السـير ومواكبـة مجتمـع المعلومـات لابـد مـن أن يتماشـى ذلـك ثقافيـا مـع مركباتـه وبنائـه، فـلا تسـتطيع دولـة أن تصـل إلى مسـتوى متقـدم مـن البـنى الإقتصـادية والتقنيـة، دون تأقلم ثقافي وتكوين ثقافي معلوماتي.
4- التحـديات التربويـة: يمثـل النظـام التربـوي أكـبر تحـد في نقـل المجتمعـات إلى مجتمـع المعلومـات، فنظـام التعلـيم لابـد أن يبـنى علـى أسـس المعلوماتيـة وتحويلـه مـن الإعتمـاد علـى الـنظم التقليديـة إلى تكوين بناء معلوماتي تحتي متكامل يشمل ذلك مهارات التدريس والمناهج التحدي الأمني: يشكل الأمن أساس التنمية المسـتديمة. أن عمليـات التحـول الإجتمـاعي مـن صيغة اجتماعية تتطلب تغيرا إجتماعيا، يؤدي إلى عدم الإستقرار في البنى الإجتماعية.
- تحديات مجتمع المعلومات بالعالم العربي:
إن التحول لمجتمـع المعلومـات يتطلـب إسـتقرار أمنيـا قبـل وأثنـاء عمليـات التحـول الإجتمـاعي لمجتمـع المعلومات إن العـالم العـربي يمتـاز بالعديـد مـن عناصـر الـتي تؤهلـه لتأسـيس قاعـدة متينـة في مجـال تكنولوجيـا المعلومات والإتصالات، ولإقامة الصناعات في هذه المجالات. فمن المعروف أن الفئة الأقدر على العمل والإبـداع في هـذه الحقـول تتمثـل بالطاقـات الشـابة في أي مجتمـع. وبهـذا الصـدد يمتـاز العـالم العـربي بـأن أكثـر مـن نصـف سـكانه هـم تحـت سـن العشـرين عاما، الأمر الذي يمنحـه ميـزة نسـبية مـن هـذه الناحيـة. وعلـى صـعيد آخـر تعـد الصـناعات المنضـوية في إطـار تكنولوجيـا المعلومـات أقـل كلفـة، نسـبيا، مـن نظيراتهـا في الحقـول الأخـرى. وفي هـذا المجـالإن ّ الثورات المعرفية والتكنولوجية والمعلوماتية عرضت العالم العربي لما يسمى بـ " صدمة المستقبل ،" بكل ما تنطوي عليه من تحديات وأخطار تمس الكيان العميق للأمة العربية. وتزداد الأخطار تأثيرا بسبب ما يعانيه الكيان العربي نفسه من عوامل الضعف المتمثلة في إنتشار الأمية، وإفتقاد بعض الأقطار العربية المال والخبرات والخطط، وتخلّف برامج التربية والتعليم عن حاجات المجتمعات العربية ومتطلبات العصر، ونقص الحريات، وإنعدام المشاركة الشعبية الحقيقية والفاعلة، وعدم شمولية السياسات الثقافية، وضعف الصناعات الثقافية، وسيادة الإعلام السطحي. فضلا عن عوامل أخرى تتصل بالسياسات الثقافية العربية، وضعف التخطيط الثقافي قطريا وقوميا،لـذلك يواجـه العـالم العـربي العديـد مـن التحـديات حـتى يكـون مسـاير لبقيـة الـدول وتكـون لـه بصمة في مجتمع المعلومات وهي كالتالي:
- "إن أكـبر تحـد يواجـه الـدول العربيـة هـو الفجـوة الرقميـة الـتي تـزداد سـعة بإسـتمرار في الوقـت الذي يتحول فيه العالم من مجتمع معلومات إلى مجتمع المعرفة.
- إن الـبلاد العربيـة بشـكل عـام لا تـزال في حاجـة إلى العديـد مـن المبـادرات والسياسـات للوصـول إلى درجـة مـن الإسـتعداد لـدخول عصـر المعلومـات عمليـا، وخاصـة أن المشـكلة الأساسـية لهـذه البلـدان تتركـز حـول كيفيـة تطـوير البنيـة التحتيـة لتكنولوجيـا المعلوماتيـةوالإتصالية العربية."
- غياب السياسات الوطنية والتشريعات الملائمة لتنظيم مسألة المعلومات.
- إرتفاع الأمية في بعض الدول العربية وإنخفاض عدد المهتمين بالقراءة."
- الإستراتيجية المطلوبة لمجتمع المعلومات العربي:
من أجل الإستعداد والتهيـؤ لـدخول مجتمـع المعلومـات وكيفيـة التغلـب علـى التحـديات الـتي تواجـه العالم العربي يمكن إتباع الآتي:
1-تطـوير البنيـة التحتيـة لتكنولوجيـا المعلومـات والإتصـالات وذلـك بالإعتمـاد علـى التكنولوجيـات المناسبة، وبتكلفة معقولة تستطيع الدول العربية المختلفة تحملها دون إرهاق موازناتها أو تحمل ديون باهظـة قـد تحتـاج إلى سـنوات طويلـة لسـدادها،و كـذلك دون وضـع فوائـد وأعبـاء إضـافية كبـيرة علـى
موازانات الدول في السنوات القادمة.
2-تطـوير الخطـط الأزمـة لبنـاء المجتمـع المعلومـاتي، الأمـر الـذي يحتـاج إلى دعـم سياسـي، وإعطائـه الأولويـة ضـمن بـرامج الدولـة، ذلـك أنـه لا يمكـن تحقيـق التنميـة البشـرية الضـرورية أو تأسـيس البنيـة التحتية الملائمة لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات دون تـوافر الـدعم مـن أعلـى مسـتويات المسـؤولية
في الدولــة. وزيــادة الــوعي بأهميــة تكنولوجيــا المعلومــات والإتصــالات لــدى المؤسســات المختلفــة، والنشاطات في مختلف أجهزة الدولة بحيث يسهل التعامل معها إلكترونيا.
3-تـوفير إمكانيـة الإتصـال للمجتمعـات العربيـة ذات الـدخل المـنخفض وبتكلفـة رخصـية. ويمكـن الإعتمـاد علـى أجهـزة الحواسـيب وأجهـزة إتصـال ذات تكنولوجيـا أقـل تطـورا لتعلـيم سـكان المنـاطق الفقــيرة أساســية الحاســوب وتطبيقاتــه وإســتخداماته، والإتصــال مــع شــبكة الإنترنــت ،بحيــث يــتم حصـول علـى هــذه الأجهـزة مــن المؤسسـات الإقتصـادية والعلميـة والتكنولوجيــة ذات المقـدرة علـى تطوير مقتنياتها من التكنولوجيا ،إضافة إلى التبرع بالأجهزة الأخرى إلى المراكز المجتمعية المذكور.
4- ثقيف المواطنين بأساسـيات الحاسـوب والإتصـالات )أنظمـة التشـغيل ومعالجـة الملفـات، ومعـالج الكلمــات، الإنترنــت وغيرهــا(، عنــد إنشــائها ومســاعدتهم علــى إنجــاز معــاملاتهم والحصــول علــى لخـدمات المختلفـة إلكترونيـا. وتأهيـل المـوظفين في القطاعـات المختلفـة للتحـول إلى النظـام الحكومـة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية وغيرها من التطبيقات ـ
5- توفير بيئـة تشـريعية ملائمـة للتعـاملات الإلكترونيـة، ويتضـمن ذلـك إعـداد قـانون في كـل دولـة يعــترف بالتعــاملات الــتي يــتم إجرائهــا أو إرســالها أو تخزينهــا بالوســائل الإلكترونيــة وبحيــث يتســم القـانون بالحيـاد التكنولـوجي ويعـترف بطريقـة الـدفع الإلكـتروني مـع مـا يصـاحب ذلـك مـن قـوانين أوتشريعات قانونية، كالتوقيع الإلكتروني وغيره مــا يتضــمن هــذا الأمــر مراجعــة جميــع القــوانين الأخــرى ذات العلاقــة وتحــديتها، مثــل قــوانين الضرائب والجمارك والعمل والشركات والمؤسسـات الماليـة والمصـرفية وغـير ذلـك، بحيـث تعكـس تلـك القوانين عناصر الشفافية والمرونة في التعامل من خلال البيئة الإلكترونية
6- إنشاء منظومة عربية للمعلومات العلمية تدعم البحث العلمي والإبداع هي إحدى الركائز المهمة لمجتمع المعلومات لأن ذلك من شأنه توفير الشرط الأساسي لنقل التكنولوجيا وتوطينها ودعم الإبداع العربي في المجالات العلمية.
4. مبادرات الجزائر
مبادرات الجزائر في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال
رنامج إنعاش البحث العلمي:
فيديو يوضح تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ترتيب الجزائر عالميا ضمن مجتمع المعلومات
: 2004-2001
في هذا الإطار الثلاثي تم إنشاء 4لجان: لجنـة إنترنـت، لجنـة الـتعلم عـن بعـد، الطـب عـن بعـد، لجنــة إنتـاج بـرامج الكمبيـوتر ذات القيمـة المضـافة، وقـد خصصـت لهـذا المخطـط ميزانيـة 12.4مليـار دج بالنسبة للجنة الإنترنت – ّ إنترنت فمهم ّ تها توفير الارتبـاط بالإنترنـت و كمبيـوتر شخصـي ّ لكـل أســتاذ ّ جــامعي ، و تــوفير شــبكات محليّ ّــة و مقــد ّ مي خــدمات إنترنــت ل ّ 100مؤسســة أكاديميّـــة )جامعـة و مراكـز البحـث ( لـذلك تسـهر هـذه اللّجنـة علـى ربـط ّ مؤسسـات التّعلـيم العـالي والبحـث بالإنترنـت خاصـة الـتي تعتمـد علـى الأليـاف البصـريّة، و ّ قـد توصـلت اللّجنـة إلى تحريـر أكثـر مـن 20 دفــتر لإنجــاز شــبكات الإنترنــت إضــافة إلى تحريــر دفــتر الأعبــاء لتــوفير 3000حاســوب للأســاتذة الباحثين.
وتوصلتكذلك للحصول على الموافقة لتقوية العمود الفقري وهذا لتجهيز أربعة مواقع جهويّـة ب:( Academic Research Network) ARN ) العاصمة، وهران، قسنطينة و ورقلة(. أما الشبكة الوطنيّة لإنتاج برامج الكمبيوتر ذات القيمة المضـافة فالهـدف منهـا هـو الخفـض مـن تبعيّة الجزائر فيما يخص البرامج الإلكترونيّة بتجهيـز ّ 55مؤسسـةً جامعيّـة بمحطّ ٍ ـات لإنتـاج و صـناعة الـبرامج الإلكترونيّ ّـة ذات القيمـة المضـافة ، لتشـغيل مئـات المتخص ّ صـين وحـاملي ّ الشـهادات في هـذا التخصــص وقــد توصــلت اللّجنــة المكلّفــة بهــذا المشــروع إلى تقيــيم إحتياجــات َ 73مختــبر بحــث في الإعلام الآلي وتحرير دفتر أعباء و الاهتمام بالتّجهيز وتقييم العروض.
الجزائر والتعاون الدولي في تكنولوجيات الحديثة:
شاركت الجزائر في العديد من المشاريع على المستوى:
- مبـادرة EUMEDIS الـتي شـرع فيهـا في 2000م مــن طــرف اللجنـة الاوربيـة شـارك فيهـا بلـدنا عـن طريـقالجـــرد الأورو متوســـطي لمجتمـــع المعلومـــات وممـــول مـــن طـــرف اللجنـــة الأوربيـــة حيـــث قـــام CERISTبتحقيـق دام سـنتين 1999م-2000م، وحضــر تقريــر مفصـلا حـول مجتمـع المعلومـات في الجزائر.
قواعد البيانات :
تعتبـر قواعـد البيانـات مـن أهـم المكونـات الأساسيـة لنظم استرجاع المعلومات القائمـة علـى الحاسـوب، ولقد حظيت قواعد البيانات Data Base باهتمام الكثير من الدارسين، الذين تناولوا هذا المفهوم من أكثر من جانب وزاوية بحسب تعدد وتشعب تخصصاتهم ومجالاتهم العلمية والبحثية، ومـن أبـرز هـذه التعريفـات مـا يلـي:
قاعـدة البيانات عبـارة: "عن مجموعة منظمة مـن البيانـات التوثيقـية أو الحقائـق الأخـرى مسجلـة بشكـل مقـروءة آليـا وبطريقـة يسهـل معهـا الوصـول إليهـا بواسطـة الحاسـوب الإلكتروني"[1].
وهي عبارة عـن: "ملف أو مجموعـة من الملفات المترابطة معا يستطيـع المستخـدم المعنـي الوصول إلى البيانات فيهـا بطريقـة محـددة ومتـى شـاء".[2] وهي ملـف مقـروء آليا من تسجيلات ببليوغرافيـة، لكنـه يستخـدم بصـورة أكثـر تحديدا إلى مجموعة مشتركـة من البيانات المهيكلة التـي تديرهـا رزمة برمجيات خاصة تعرف باسم نظام إدارة قاعدة البيانات (Data Base management System DBMS ).
وتعتبر أداة مثالية في تنمية سوق المعلومات وفي تطوره فضلا عن فوائدها وايجابياتها الأكيدة في الكثير من الميادين الإنتاجية والاقتصادية. ويراد بها: "جموعة الإنتاجات والمعطيات أو عناصر أخرى مستقلة مرتبة بطريقة ممنهجة ومصنفة يسهل الوصول إليها ذاتياً بواسطة الوسائل الإلكترونية أو كل الوسائل الأخرى .وهو نفس التعريف الذي تبناه المشرع الفرنسي في الفقرة الثانية من المادة 3.[3]
وتختلف قواعد البيانات من حيث تغطيتها الموضوعية ونوع بياناتها ومدى التغطية والشكل ومستوى الحداثة، ويمكن توضيح أنواع قواعد البيانات كما يلي:[4]
- قواعد البيانات الببليوجرافية Bibliographic Databases :
هي قواعد البيانات التي تشتمل على البيانات الببليوجرافية عن مصادر المعلومات بمختلف أشكالها وأنواعها مثل ( المؤلف / العنوان / مكان النشر / الناشر / سنة النشر....الخ ) ، فهي لا تتيح نصوص المصادر وإنما تتيح بياناتها للتعرف على ما هو منشور في موضوع معين أو أعمال مؤلف معين أو الأعمال التي نشرت في فترة زمنية محددة أو تعرفه أيضا بكل هذه الأنماط معا وهناك العديد من النماذج منها (ERIC) وهي قاعدة بيانات المصادر التعليمية ، (MEDLINE) وهي قاعدة بيانات المصادر الطبية، ( AGRICOLA) وهي قاعدة بيانات المصادر الزراعية.
- قواعد البيانات المرجعية Reference Databases:
هي قواعد البيانات التي تشتمل على عدد من المعلومات المرجعية التي يحتاج إليها الباحثون أو القراء للإجابة على استفسار معين لديهم ؛ ويمثل هذا النوع من قواعد البيانات المعاجم اللغوية والمراجع المحملة على ملفات قواعد البيانات والأدلة وقواعد السير والتراجم.
- قواعد البيانات الرقمية والإحصائية Numeric and Statistical Databases:
هي قواعد البيانات التي تشتمل على بيانات إحصائية ورقمية عن كافة الأمور الرقمية مثل الإحصاءات السكانية أو إحصاءات أخرى مثل الأجور، الأسعار، الإحصاءات الزراعية، الإحصاءات الصناعية...الخ
- قواعد البيانات النصية Full-Text Databases:
هي قواعد البيانات التي تشتمل على النصوص الكاملة لمصادر المعلومات لإتاحتها للباحثين بعد أن ثبت أن قواعد البيانات الببليوجرافية لا تلبي الغرض وإنما هناك حاجة للوصول بيسر للمحتويات النصية ، وهذا النوع يحتاج في التصميم والتطوير والتحميل مجهود اكبر من قواعد البيانات السابق ذكرها وذلك لاشتمالها على كم كبير جدا من النصوص ، ويتيح هذا النوع من قواعد البيانات البيانات التعريفية بالمواد (البيانات الببليوجرافية ) الخاصة بالوثائق.
- قواعد البيانات النصية الرقمية Textual Numeric Databases :
هي قواعد البيانات التي تشتمل على بيانات نصية مختصرة مع حقائق إحصائية ورقمية ؛ فهي تقدم للباحثين معلومات نصية مقترنة بالأرقام والحقائق. وفي هذا الإطار يقدم مركز البحث CERIST للمستفيدين خدمات قواعد البيانات
على الخط، ويمكن توضيحها :
الجدول رقم 37: قواعد البيانات الوطنية لمركز البحث CERIST المتاحة على الخط
نلاحظ من خلال الجدول تنوع قواعد البيانات المتاحة على الخط من طرف مركز البحث CERIST ويمكن توضيحها في العناصر التالية:
أ. قاعدة البيانات ALGERIANA [5] :
وهي قاعدة بيانات تقوم بالإحصاء والحصر والإعلان عن كل أشكال الوثائق المنتجة حول الجزائر سواء في الداخل أو في الخارج، وهي قاعدة بيانات ببليوغرافية متعددة التخصصات واللغات، متاحة على الخط المباشر، بالربط مع النصوص المترابطة لموقع مركز CERIST منذ سنة 1991(سنة أول استخدام)، وتحصر حاليا أكثر من 17344 مرجع.
ب. قاعدة المستخلصات العلمية الجزائرية ASA:
هي قاعدة بيانات وطنية، أنتجها مركز CERIST سنة 2001) سنة أول
استخدام(، وهي عبارة عن قاعدة بيانات ببليوغرافية تحليلية متعددة التخصصات والفروع العلمية واللغات تعمل على إحصاء الدوريات والمطبوعات العلمية الجزائرية
على المستوى الوطني والدولي مهما كان نوع الوعاء المستعمل. ولقد وصل عدد البطاقات الببليوغرافية المحصاة لحد الآن إلى 4000 بطاقة ببليوغرافية.[6]
ت. الفهرس الوطني للدوريات CAP:
تعتبر الدورية من أهم مصادر المعلومات اللازمة لأي بحث نظرا لكون هذه الأخيرة تتصف بالحداثة والدقة وهذا ما يلزم أي باحث سواء لأبحاثه أو لدروسه التي يقدمها
لطلابه، ومن هذا تأتي أهمية هذا الفهرس الموحد للدوريات الذي يجمع الرصيد الوطني للدوريات على مستوى المكتبات الجامعية الجزائرية، ويحوي حاليا على 12159 عنوان لدورية بالإضافة إلى تحديد 12566 مكان، ومشاركة حوالي 154 مؤسسة وثائقية على مستوى الوطن. ومن أهداف هذا الفهرس:
ü التعريف والإشارة إلى مختلف عناوين الدوريات مع تحديد مكانها على أرض الوطن.
ü وضع سياسة عقلانية لعملية اقتناء الدوريات خاصة في أوقات الأزمات[7].
ث. الفهرس الوطني للرسائل CAT:
وهي قاعدة بيانات حصرية إشارية للرسائل الأكاديمية، المودعة في المكتبات ومراكز البحث عبر الوطن، وتشتمل على 18153 رسالة ماجستير وأكثر من 24186 رسالة دكتوراه لـ 99 مؤسسة أكاديمية.[8]
ج. قاعدة البيانات للرقم الدولي الموحد للدوريات ISSN :
وهي قاعدة بيانات حصرية إشارية، لمنشورات الدوريات، والسلاسل في الجزائر، وقد كانت سنة أول استخدام لها سنة 1999، وتضم حاليا 1393 دورية وطنية.[9]
ح. قاعدة الرصيد الوطني للأطروحات FNT :
طبقا للأمر الوزاري التي يحمل رقم 708 / 2000 المؤرخ في 21 أوت 2000 يعتبر المركز الإعلام العلمي والتقني المركز المؤهل لاستقبال الأطروحات المناقشة على مستوى الجامعات ومعاهد والمدارس العليا الجزائرية، ما سمح للمركز بالقيام بعملية واسعة النطاق بجمع ومعالجة هذه الوثائق وتكوين رصيد أكثر من 5000 أطروحة في الدراسات العليا موضوعة للتصفح على الخط المباشر .[10] لنجد بذلك أن هذا مركز البحث CERIST يتقمص دور المكتبة الوطنية بموجب القانون مما يدعونا للتساؤول حول السبب؟
خ. قاعدة بيانات البرمجيات الحرة Base de données pour les logiciels libre:
يقوم مركز البحث في الإعلام العلمي والتقني، بإتاحة خدمات قاعدة بيانات للبرمجيات الحرة Base de données pour les logiciels libre على رابط الموقع: http://freesoft.cerist.dz/ .في العديد من التخصصات والقطاعات، وهي أحد أهم خدمات المركز، حيث يقدم الاستخدامات الممكنة، وكيفيات التنصيب والاستغلال، كما يعرض أيضا خدمات المعلومات الشاملة حول هذه البرمجيات ومميزات هذه البرمجيات الحرة، والطبعات الحديثة فيها. ويمكن توضيحها من خلال الشكل الموالي:
الشكل رقم52: قاعدة بيانات البرمجيات الحرة.
2.2.3.2.5 البوابات الالكترونية :
أتاحت شبكة الإنترنت العديد من الخدمات المعلوماتية والاتصالية منذ ظهورها
في منتصف الثمانينات من القرن العشرين. ثم زادت الاستفادة من موارد هذه الشبكة العملاقة، وخدماتها مع ظهور شبكة الويب العالمية في سنة 1993 التي أتاحت لمستخدمي الإنترنت العديد من التسهيلات، ولعل من أبرزها ظهور النصوص الفائقة والوسائط المتعددة. ومما لا شك فيه أن المؤسسات البحثية عامة ومخابر البحث خاصة، قد استفادت بدرجة كبيرة من تسهيلات شبكة الإنترنت وخدماتها، على مدى العقدين الماضيين.
عد البوابــة الإلكترونية أحد أهم الأسباب في استخدام مخابر البحث لشبكة الانترنت لما تقدمه هذه الأخيرة من خدمات معلوماتيــة، وفي هذا الإطار يقوم مركز CERIST بإتاحة مجموعة من البوابات يمكننا توضيحها من خلال الجدول التالي:
نلاحظ من خلال الجدول تنوع البوابات الالكترونية المتاحة على الخط من طرف مركز البحث CERIST ويمكن توضيحها في العناصر التالية:
أ. النظام الوطني للتوثيق عن بعد SNDL:[11]
في إطار تكنولوجيا المعلومات والنشر الرقمي قامCERIST بتصميم SNDL النظام الوطني للتوثيق عن بعد Système National de Documentation en Ligne، والذي يهدف أساسا إلى:
ü إنشاء نظام أكثر فعالية وكفاءة من أجل نشر، توزيع وتبادل المعلومات العلمية.
ü إنشاء خزّان حـقيقي للمعلومات الـعلمية والـتقنية.(إستراتيجية تنظيمية وتـقنية
في الـبداية، إستراتيجية للأرشفة، انضمام النظام إلى مجموعة ).
ü التعريف بأكبر عدد ممكن من الناشرين والمجلات الوطنية وإدخالهم في النظام.
وتكوين الناشرين في مجال المناهج الحديثة للنشر الإلكتروني.
و لقد سمح هذا النظام للباحثين والطلبة في مرحلة ما بعد التدرج بإنجاز بحوثهم الببليوغرافية، وكذا الاطلاع على آلاف المقالات والكتب، والمجلات المتخصصة، وتحميل الوثائق الضرورية لأعمال البحث، مما جعل الجامعة الجزائرية تنتقل إلى مرحلة جديدة، من خلال الخدمات التالية:
ü الوصول إلى الملخصات والكلمات الدالة.
ü الوصول إلى النصوص كامل.
ويسمح نظام التوثيق عن بعد بتوفير شباك وحيد للدخول إلى كل مصادر التوثيق المتوفرة محلياً وأيضاً تلك المتحصل عليها من الخارج عبر الإشتراك أو التي لديها صفة المصادر الحرة، لصالح جميع المجموعة العلمية الوطنية، ومن أهم الخدمات المجانية نجد الوصول إلى البوابات الالكترونية مثال الفهرس الجزائري المشترك CCDZ، البوابة الوطنية للوصف الببليوغرافي للأطروحات (PNST)، قواعد البيانات الببليوغرافية ALGERIANA وASA، زيادة على ما تقترحه المكتبة الجامعية من رسائل جامعية وأطروحات إلكترونية أو وثائق أخرى؛ كتب ودوريات ... كما يتيح النظام قواعد بيانات الوصول الحر وتتمثل فيما يلي:
د. قواعد بيانات الوصول الحر Open Access:
أصبح تزايد أسعار الدوريات يمثل أزمة كبيرة منذ أربعة عقود ويرجع السبب في ذلك
إلى عوامل اقتصادية عامة مثل التضخم المالي وتأرجح العملات، وعوامل مرتبطة بالإنتاج مثل ارتفاع تكاليف عملية النشر، وعوامل مرتبطة بظهور دوريات أكثر في مجالات أكثر تخصصا.[12] مما أدى إلى عجز ميزانيات المكتبات والمؤسسات البحثية عن ملاحقتها لتلبية حاجة الباحثين للوصول إلى الإنتاج الفكري، وهو ما اصطلح عليه بأزمة الدوريات Periodicals Crisis ما أدى إلى ظهور حركة الوصول الحر للمعلومات بهدف كسر حواجز احتكار المعرفة وتحرير الإنتاج الفكري العلمي من القيود المادية وقيود اتفاقيات الترخيص والحصول عليه مجانا.
وتعرف مبادرة بودابست الوصول الحر Open Access بأنه: "إتاحة الإنتاج الفكري العلمي على الخط المباشر مجانا، متمثلا بشكل مبدئي في المقالات المحكمة المنشورة peer-reviewed journal articles ومسودات المقالات التي لم تحكم بعد، لجميع الدارسين على شبكة الإنترنت، والسماح لأي مستفيد منهم بالقراءة والتحميل والنسخ والتوزيع والطباعة والبحث عنها وتكشفيها من قبل أدوات البحث، لأي غرض قانوني دون قيود مادية أو قانونية أو تقنية، على أن ينسب العمل إلى صاحبه، وذلك من خلال آليتين هما الدوريات المجانية والأرشفة الذاتية Self-Archiving.[13]
وبالإضافة إلى الخدمات المجانية يتيح نظامSNDL لمجموع طلبة الدراسات العليا والأساتذة والباحثين من حصول على المعلومات من خلال الاشتراك ضمن النظام وذلك بالحصول على حساب حيث تكلف بها :
- § مدير المخبر (المدير بالنسبة لمراكز ووحدات البحث) بالنسبة للأساتذة الباحثين المنتمين إلى مخبر بحث والطلبة في قسم ما بعد التدرج (المحضرين لشهادة الدكتوراه، الماجستير).
- § مسؤول المكتبة الجامعية المركزية: بالنسبة للأساتذة الباحثين غير المنتمين بعد إلى مخبر بحث، الماستير2، الطلبة المهندسين المنهين لطور تكوينهم والمقيمين بالنسبة للعلوم الطبية.
ب الفهرس المشترك الجزائري CCDZ:[14]
الفهرس الشامل لمكتبات التعليم العالي، ويشمل على مجموع الأرصدة الوثائقية لمكتبات قطاع التعليم العالي بمعدل 65 مكتبة، وتعد هذه الأداة وسيلة مهمة تهدف لتوفير فرصة لتعزيز التعاون بين المكتبات وتبادل موارد المعلومات الخاصة بهم. ومساعدة المكتبات في تحسين خدماتها، وزيادة الوصول للمعلومات وخفض التكاليف، ويمكن توضيح أهم أهداف الفهرس المشترك من خلال ما يلي:
ü تطوير منصة تكون بمثابة نقطة الوصول إلى مصادر المعلومات من المكتبات الأعضاء .
ü تحديد الوثائق لتشكيل قاعدة بيانات ببليوغرافية وطنية موحدة .
ü تحديد الوثائق في المكتبات الأعضاء.
ü تشاطر موارد المعلومات بين المكتبات الأعضاء.
أعضاء CCdz :
ü المكتبات الجامعية .
ü المكتبات المدرسية .
ü مكتبات المعاهد .
ü مراكز المكتبات والوحدات البحثية .
المعايير والأدوات :
ü الفهرســـــــة
- [ISBD(M), ISBD (S), ISBD (NBM), ISBD (CF)]
- ISO (3166/1988) للاختصار لأسماء الدول
- جدول مكتبة الكونغرس لاختصار اللغة
ü التكشيف
- قائمة الرؤوس الموضوعات العربية
- تصنيف CDD. CDU أو غيرها
- وفق معيار UNIMARC
ت. المكتبات الجامعية الجزائرية Bibliouniv:
هي بوابة وثائقية مفتوحة لجميع أصحاب المصلحة الجامعة، من الطلاب والمعلمين والباحثين المسؤولين عن المكتبات التي ترغب في تعزيز النهج الجديدة وأنماط تنظيمية جديدة من المكتبات الجامعية. وتحوي هذه البوابة على 100 دورية في الفلسفة وعلم النفس، 300 في علم الاجتماع، 400 في اللغات، 500 في العلوم الدقيقة، و600 في العلوم التطبيقية والتكنولوجيا.[15]
ث. دليل المكتبات الجزائرية RBdz :[16]
وهو دليل يقدم قوائم بالمكتبات والمؤسسات الوثائقية الجزائرية. كما يسمح بتوفير المعلومات اللازمة لتعريف (العنوان، ساعات العمل، والتخصص، والموقع والخدمات التي تقدمها هذه الوحدات من المعلومات...)، ويطمح هذا الدليل لتحقيق جملة من الأهداف تتمثل فيما يلي:
ü تحديد وحدات المعلومات المتوفرة على المستوى الوطني.
ü تحديد هوية ومكان الوثائق ضمن هذه الوحدات.
ü إتاحة البحث المتعدد من أجل الوصول إلى المعلومات.
ü تحديد المؤسسة المناسبة (المكان، ونوع المؤسسة، والتخصص) للاستفادة من خدماتها.
ج. البوابة الوطنية للإشعار عن الأطروحات Pnst:[17]
تعد البوابة الوطنية للإشعار عن الأطروحات وسيلة شاملة للوصول إلى الإنتاج العلمي للباحثين فيما يخص الأطروحات. وتشمل البوابة كل مراحل إعداد الأطروحة، منذ اقتراح الموضوع، وإشعاره إلى غاية نشر الأطروحة.
تهدف البوابة أساسا إلى:
ü تسريع عملية المصادقة على الموضوعات.
ü تيسير إيداع أطروحات المناقشة.
ح. بــــــــوابة الويب Webreviews:[18]
تعتبر بوابات بث الدوريات العلمية من المشاريع التي بدأت تظهر إلى الوجود
في التسعينيات كنتيجة حتمية للتطور التكنولوجي بصفة عامة وتطور برمجيات إدارة المحتوى (Content Management system) بصفة خاصة وقد بلغت درجة تطورها إلى حد إقامة اتفاقيات شراكة فيما بينها، من أجل توفير المعلومات العلمية للباحث وتمكينه من الإطلاع على الدوريات دون الحاجة إلى تغيير الواجهة، وتسعى هذه البوابات إلى إتاحة مجموعة من الدوريات العلمية انطلاقا من نفس الواجهة باستعمال برمجيات إدارة المحتوى، حيث يقوم البعض منها يقوم فقط ببث الدوريات والبعض الآخر يسعى إلى إنتاج ثم بث الدورية انطلاقا من نفس الأرضية.
تهدف بوابات بث الدوريات العلمية عموما إلى:
ü بث الدوريات العلمية على نطاق واسع.
ü تثمين الدوريات العلمية الوطنية أو الجهوية.
ü تشجيع الوصول الحر إلى نتائج الأبحاث.
ü وضع في متناول الباحثين الأدوات اللازمة من أجل البحث والإطّلاع.
-التعليم الالكتروني :E-Learning
كان على الجزائر بناء مجتمع يتحكم فيه المتعلمون في التكنولوجيـات الحديثـة خاصـة الكمبيـوتر والإنترنـت و يجـب كـذلك ضـمان مسـتو ّ ى مـن الـتحكم في هـذه التكنولوجيـات يسـمح لأصـحاب الشهادات.
التّعامــل مــع إقتصــاد المعرفــة، ويجــب التر ّ كيــز خاص ّ ــة علــى الشــباب بإدمــاج التّعلــيم عــن بعــدوكـذلك بوابـات الإنترنـت سـواء كـان عـن بعـد أو في الفصـل الدراسـي أي إيصـال المعلومـة للمـتعلّم
بأقصر وقت و أقل جهد وأكبر فائدة.1
-5بناء القدرات البشرية في قطاع المعلومات في الجزائر:
يعـد عنصـر بنـاء القـدرات البشـرية في قطــاع الإتصـالات والمعلومـات عنصـرا رئيسـيا مـن عناصـر
التنمية الشـاملة لأي مجتمـع، فبـدون تـوفر المـوارد البشـرية المدربـة والمؤهلـة لا يمكـن الإرتقـاء إذ تقتصـر
أهمية بناء هذه الموارد على إمكانية إستخدام المعلومات وتوزيعها.
لهذا عملت هذه البلدان على مدار السنوات الماضية بإعادة هيكلة مناهجها الدراسية، بحيث
تتضــمن تعلــيم الــبرامج المعــدة مباشــرة لمعرفــة تكنولوجيــا المعلومــات والإتصــالات حــتى تــتمكن مــن
مواكبة متطلبات مجتمع المعلومات.
-التدريب التخصصي والتأهيل:
تعد البرامج التدريبية سواء كانت متخصصة أو عادية أهم روافد التنمية البشـرية في أي بلـد إلا أن البلــدان الــتي تعــاني قصــورا في برامجهــا التعليميةتجــد صــعوبة في ســد الفجــوة الرقميــة بــين مــا هــو موجـود مـن منـاهج دراسـية في مجـال تكنولوجيـا المعلومـات والإتصـالات، وبـين مـا هـو مطلـوب منهـا لمواكبـة التطـور المتلاحـق في هـذا المجـال لهـذا ينبغـي أن يتـاح لكـل شـخص فرصـة اكتسـاب المهـارات والمعارف الأزمة. لـذلك فمـن الضـروري وضـع بـرامج تدريبيـة علـى مسـتوى عـالمي لرفـع مسـتوى المحترفـين في مجـال
-التدريب الجامعي والبحث العلمي:
لتضــيق الفجــوة الرقميــة مــع الــدول الــتي تمتلــك أســباب المعرفــة لابــد مــن الإهتمــام بالبحــث العلمي بوضع الإستراتجيات وخطط وأولويـات لمـا يجـب أن يكـون عليـه البحـث العلمـي مسـتقبلا في كافة المؤسسات البحثية، عـرف البحـث العلمـي في الجامعـة الجزائريـة تهميشـا نوعـا مـا خـلال العقـود الماضـية لـنقص الـدعم المـالي الموجـه لهـذا الغـرض مـن جهـة، ولعـدم وجـود تـرابط بـين عمليـة التعلـيم الجـامعي وعمليـة البحـث مـن جهـة أخـرى1؛ كمـا أن وحـدات البحـث لم تكـن تخـرج بعـد مـن إطـار الإجــراءات البســيطة والــتي كانــت تنقصــها التجهيــزات والحداثــة بــالرغم مــن المحاولــة الــتي يبــذلها المسئولون في إتجاه تحسين الأداء قصد توفير المناخ الملائم للباحثين.2
أما في مجال نشر المطبوعات العلمية كالمجلات العلمية وغيرها،فنادرا مـا يـتم ذلـك ولـو حـدث هذا يكون بصورة غير منتظمة، وبالرغم من تخصيص منح عديدة لتكوين في الخارج للحصـول علـى الرســائل الجامعيــة هناك؛فــإن هــذه الأخــيرة بعــد مناقشــتها تبقــى دون قيمــة تــذكر،وذلك بحصــول صاحبها على درجـة علميـة أعلـى ممـا كانـت عنـده بـل في بعـض الأحيـان فهـي لسـبب أو لآخـر غـير متــوفرة في المكتبــة علــى الإطلاق،وحــتى البحــوث العلميــة الــتي تجــرى في الجامعــة أحيانــا تبقــى دون