معلومات المقرر
المحاضرة العاشرة:علماء الاجتماع العرب واهم القضايا السوسيولوجية العربية
ننطلق من سؤال : هل يكون الوطن العربي مجتمعا؟ ما طبيعة هذا المجتمع؟ هل الولاء الأول هو الجماعات المتنافسة أم المجتمع ككل، و ما موقع الفرد في نسيج العلاقات المتشابكة؟ و ما شان الأمة و كيف تفهم خطاب هوية القومية؟
و قد تكون المجتمع العربي بالتدريج عبر التاريخ طويل، و تحديدا منذ الفتوحات الإسلامية، في ما نسميه الوطن العربي او ما يفضل البعض خاصة في الخارج تسميته العالم العربي، و هذه الرقعة الجغرافية التي تضم حاليا 21 بلدا، و هو مجتمع شديد التنوع في بيئته و انتماءاته، و هناك عدة دراسات عربية درست المجتمع العربي من بينها:
1-الباحث المنظر سمير امين:
كان قد شدد في وصفه للنظام الاقتصادي العربي التقليدي على انه يتميز بهيمنة نمط الإنتاج الخراجي الذي يتمثل في استيلاء الدولة على فائق الإنتاج، و يرافقه اعتماد ظاهر على التجارة البعيدة المدى، و بين أهم ما توصل اليه سمير امين تشديده على اهمية التكامل الاقتصادي في تكوين الامة و المجتمع باعتبار ان التجارة بعيدة المدى عبر القارات.
2-خلدون النقيب:
اشار في مقال له حول بناء المجتمع العربي الى ان اريك وولف تحدث في بحوثه الانتروبولوجية عما أطلق عليه تسمية نمط الإنتاج القرابي، و قد ذكر أن صلة النظم القرابية هذه قد تتعدى مستوى العائلة و الجماعة المحلية إلى المستوى السياسي، و أن النوع المشيخي من نمط الإنتاج القرابي المعروف في بلدان الخليج العربي يميل الى تعبئة افراد القبيلة نحو عمل مشترك، كذلك أشار إلى وجود تفاعل مستمر بين الجماعات الرئيسية او القوى الاجتماعية الفاعلة في المجتمع العربي، و هي المدينة و القرية و البادية.
و يرى خلدون النقيب يظهر من ناحية اخرى ان النشاط الاقتصادي الاساسي هو تجاري حرفي أكثر منه زراعي رعوي، و يقول آن التجارة لعبت دورا مهما في تعزيز الطابع الحضري المميز للمجتمع العربي، و أنها لم تكن مقصورة على التجارة الداخلية بل تعدتها الى التجارة الخارجية البعيدة المدى، و منه نستنتج أن المركنتالية العربية الإسلامية لعبت دورا كبيرا في توحيد المجتمع العربي، و في تحقيق تجانسه الحضاري و انتظامه الايديولوجي من خلال سيادة الثقافة .
3-هشام شرابي:
يقول هشام شرابي أن التبعية تؤدي لا الى الحداثة بل إلى قيام المجتمع نيوبطركي ملقح بالحداثة، فتصبح عملية التحديث نوعا من الحداثة المعكوسة، و يكون التغير تغييرا مشوها، و بين أهم فرضيات كتابة البنى البطركية للمجتمع العربي أن اليقظة أو النهضة العربية في القرن 19 لم تفشل في تحطيم اشكال النظام البطركي و علاقاته الضمنية و حسب، بل أنها أيضا اتاحت بتحريكها ما سمته النهضة الحديثة.
4-د.حليم بركات:
يصف منهج حول المجتمع العربي المعاصر بأنه اجتماعي تحليلي نقدي كمن موقع عربي، فيطمح إلى أن يكون بالتالي: و إضافة إلى ذلك منهجا بنيويا مقارنا دينمائيا جدليا، ومهما تكون مفاهيمنا لهذه المصطلحات، فأنني أريد لهذه المنهج الذي ساحاله إتباعه في دراسة المجتمع العربي بشموليته أن يستنير بالمبادىء التالية:
-تحلل الظاهرة التي ندرسها في سياقها الاجتماعي و التاريخي، و في إطار المجتمع العربي ككل، و ليس باعتبار هذه المجتمع مجموعة كيانات سياسية قائمة بذاتها، و لذاتها و تدور مستقلة كل منها في فلكها الخاص.
-ننظر الى المجتمع على انه متغير و ليس ساكنا، انه في حالة صيرورة و تكون و ليس تكرارا مستمرا لما معنى بكلام أخر، ليس المجتمع العربي كائنا تاما مكونا، جاهزا و مخلوفا في البدء ، بل هو متطور و متحول في هويته و ثقافته و مفاهيمه و انظمته و مؤسساته حسب ظروفه و مواقيعه .
-يعتمد هذا البحث تحليل الطبقي و الربط بين السلوك و المواقع في البنى الاجتماعية، و أن سلوك الجماعات و الافراد مرتبط بمواقعها في البنية الاجتماعية و مصالحها و حاجاتها الاساسية.
-يشدد هذا البحث على التفاعلات و شبكة العلاقات المتبادلة بين الافراد و الجماعات و المؤسسات، تدرس المؤسسات العائلة و الدين و السياسة و الاقتصاد و غيرها من فصول الاقتصادية.
-تدرس المجتمع العربي على انه في حالة صراع مع نفسه و غيره و تبحث عن جذور هذا الصراع في طبيعة التناقضات السائدة، و تلك الأوضاع التي تحيل العربي الى كائن مغترب عن نفسه و مجتمعه و مؤسساته فيسعى الى تجاوز عجزه بالهرب او الخضوع و الاستسلام.
5-ابن خلدون:
يتكلم ابن خلدون على خشونة البداوة أو رفة الحضارة فالبدو هم المقتصرون على الضروري في أحوالهم بينما الحضر هم المعتنون بحاجات الترف و الكمال في احوالهم و عوائدهم و يذهب الى ان اهل البدو اقرب الى الخير والشجاعة. و الى ان الحضارة هي نهاية العمران و خروجه الى الفساد بسبب ان تفش البدوي هي على الفطرة الأولى فيما انغمس أهل الحضر في الترف، و فضلوا الراحة، و الدعوة و لا يكتفي ابن خلدون بتصنيف انماط المعيشة و القرى الاجتماعية، من بدو و حضر، بل يقارن بين السمات التي يتميزان بها و يبحث في طبيعة العلاقات بينهما، لذلك يرى عالم الاجتماع العراقي علي الوردي ان نظرية ابن خلدون تدور في الاساس حول البداوة و الحضارة و ما يقع بينهما من صراع.
-يبدو واضحا من كتابات ابن خلدون و الفكر الاجتماعي العربي الكلاسيكي ان هناك نزوعا نحو التشديد على ازدواجية البداوة/الحضارة و اهمال الفلاحة كنمط معيشة منفرد.
و ربما جاء اهتمام ابن خلدون بالتكوينات الطبقية الاجتماعية و تشديده على علاقات التعاون ضمن الجماعة، بدلا من علاقات التناقض نتيجة لتشديده على اهمية العصبية،
6-قاسم امين:
نشر قاسم امين في عام 1899 سماه تحرير المرأة و ربط فيه بين دورها في المجتمع و الاصلاح اخلاف الأمة رأي في هذا الكتاب ان النظام السائد تقوم على احتقار القوي للضعيف و امتهان الرجل للمرأة، ففقدت حقوقها الضرورية لممارسة دورها في المجتمع، و قد اعتبر امين ان مركز المرأة يتحسن بالتربية التي تشمل إعدادها لكسب الرزق، بالإضافة إلى القراءة و الكتابة و العناية بتدبير شؤون المنزل، و التي أن تتمكن المرأة من اعالة نفسها تظل رهينة استبداد الرجل، و تحت رحمته فيجردها من مزاياها الإنسانية و نوه قاسم امين الاسلام عن امتهان حقوق المرأة في هذا الكتاب، معتبرا ان الشريعة ساوت المرأة بالرجل إلا في حالة تعدد الزوجات، و كان حذرا فلم يقل بمنع المرأة حقوقها السياسية، موضحا ان المرأة بحاجة الى وقت طويل من التثقيف قبل ان تصبح جديرة بالمشاركة ف الحياة العامة،
رغم ذلك أثار كتابه هذا عاصفة من التهجم و التأييد فرد على نقاده بكتاب ثاني بعنوان المرأة الجديدة تجاوز فيه موقفه الاول بالاعتماد على العلوم الاجتماعية بدلا من الاستعانة بالنصوص الدينية، من هذا المنطلق الجديد اصر على استقلال الانسان في التفكير و الارادة و الفعل ثم انه قفز قفزة نوعية حيث ربط بين الاضطهاد المرأة و أشكال الاضطهادات الأخرى في المجتمع فقال: انظر إلى البلاد الشرقية تجد أن المرأة في رق الرجل و الرجل في رق الحاكم، فهو ظالم في بيته ، مظلوم اذا خرج.
7-محسن بوعزيزي: السؤال اللساني:اللغة و الكتابة في العلوم السوسيولوجية:
إن الدافع إلى كتابة نص حول الكتابة السوسيولوجية هو معاينة مفادها أن اللغة في علم الاجتماع لم تأخذ حيزها الكافي من الاهتمام البحثي في السياق العربي، مع أن الواقع موجود في اللغة، كما رأى كلود ليفي ستروس، و بين في مختلف اعماله حول القرابة و الاسطورة و الطبخ ثم ان اللغة لم تطرح في العلوم الاجتماعية ال بمقدار دافعها عن الهوية و عن الاصالة .
هناك أزمة حقيقية في الكتابة السوسيولوجية هي ازمة دال في علاقته بمدلوله، و الدال هنا الواقع، أما المدلول فمعنى هذا الواقع ، كما تحمله اللغة العربية الينا المعنى في هذه الكتابة لم يعد عربيا نظرا الى سطوة النص الغربي عليه هذه حال لمن رأى الواقع و خصوصياته بعين فرنسية او امريكية او المانية فتجده يسلط عليه مفاهيم من خارج تربيته الفردية و الليبرالية و فك السحر عن العالم و المانا و الانوميا، أما من حاول التخلص نمن النزعة الأسرة للسوسيولوجيا الغربية، فقد انغلق في المفاهيم الخلدونية بعصبيتها في احسن الأحوال و منهم من يسعى إلى تطويع السوسيولوجيا لخدمة الدين .
8-دراسة مي الدباغ: النوع الاجتماعي في الوطن العربي نحو تأصيل المفهوم و استخدامه في صياغة سياسات عامة فعالة:
النوع الاجتماعي هو الخصائص الجسد الاجتماعية و النفسية و الثقافية اي ما يراه المجتمع في الأخلاقيات البيولوجية، و ما يضيعه عليها من أنماط للسلوك و الأدوار، و بالتالي فالنوع الاجتماعي هو التقسيمات و المفاهيم الموازية للأنوثة و الذكورة و الناشئة نتيجة عوامل اجتماعية و ثقافية تختلف باختلاف الشعوب و المجتمعات.
ويمثل مصطلح النوع الاجتماعي اداة مهمة لفهم الاختلافات بين افراد المجتمع خصوصا في ما يتعلق بالأدوار المختلفة للجنس و العلاقات اللاجتماعية بينهما و علاقات القوة و السيطرة في المجتمع.
ويقدم النوع الاجتماعي وسيلة للتحليل تساهم في تقديم تفسير واضح للكثير من الظواهر المجتمعية، مثل التفاعلات الاجتماعية و التسلسلات الهرمية و التقسيمات الطبقية الاجتماعية،مثلا يمكن استخدام المصطلح في تفسير ظواهر مثل الأبوية المؤسسية، و الصراعات ألاجتماعية الظواهر الظلم ألاجتماعي التوزيع غير المتساوي لمصادر القوة و السيطرة.
و يرتبط استخدام المصطلح كذلك بالتطورات التي يشهدها العالم الان نتيجة لتيارات العولمة التي جعلت من الضروري دراسة قضايا من خلال عدة ابعاد و مستويات هي:
-فهم اعمق للظواهر الاجتماعية.
-التحرر من القوالب النمطية.
-صياغة الاطر الفكرية لسياسات عامة أكثر فاعلية.
نجد عبد الوهاب بوحديبة ينادي الى علم الاجتماع عربي عامة و مغاربي خاصة ميداني علاجي و ليس مجرد علم يدرس في الجامعات بعيدا عن عملية التنمية الشاملة.
و ان الغاية من جميع البحوث التي انتجت في الساحة العربية و المغاربية بخصوص في نظر بوحديبة الفائدة المرجوة منها ان تتجاوز بكثير التطوير العربي للمعرفة العامة، بل اجمع علماء الاجتماع العرب على ضرورة وضعها في صميم التحرك الاجتماعي و صرنا لا نكاد نتصور عملا ما على الصعيد السياسي او الاقتصادي او الثقافي دون ان نكون قد استند الى بحوث و الى دراسات اجتماعية.
اصبحت قضية ربط البحوث الاجتماعية العربية بالمجتمع العربي نفسه من اعسر القضايا و اعوصها لأنها تمس بجوهر هذه البحوث من جهة، و بجوهر ذاتيتها العربية من جهة أخري من كل هذا يظهر دور علم الاجتماع داخل البلدان العربية عامة و المغاربية خاصة يتمثل في:
-المساهمة في تقديم هذا العلم عالما اي عدم ترك الاخرين و حدهم ينظرون و ينتجون المفاهيم
و النظريات بل المساهمة الفعالة من طرف علماء الاجتماع داخل البلدان العربية كغيرهم من علماء الاجتماع الاخرين.
-المساهمة المحلية و تكمن في الفهم الواعي و الموضوعي لواقعهم دون القفز عليه و جعل كل البحوث
و الدراسات المنجزة في حتمية التنمية الشاملة، بمعنى ان اي قرار سواء كان سياسيا او ثقافيا او اقتصاديا الاجتماعي لابد ان يرتكز على ما توصلت اليه هذه الدراسات السوسيولوجية و التي تعمل على المساهمة في الثورة الشاملة و المتمثلة في تفكيك البنى التقليدية المعطلة لعملية التقدم و الازدهار.
و هناك مقولة اخرى ان على عالم الاجماع ان لا يأخذ انفاسه و مفاهيمه من المجتمعات المتطورة اذ يجب عليه ان يخرج تصورات تتلائم مع مجتمعاتهم ، بحيث يجب على عالم الاجتماع لبلدان العالم الثالث علم الاجتماع الى نقل بسيط لمشاكل و نتائج مجتمع متطور الى مجتمع يتطلع الى التطور.
و ان المثقف التقني او خبير المعرفة كما يسميه فيصل دراج هو حامل وهم المعرفة الشكلية المتعالية عن المجتمع، و هذا المثقف الجديد لا يلتقي بالسلطات القائمة استثناءا الى توافق سياسي او ايديولوجي بل يلتقي بها عبر باب جديد هو : الاختصاص الذي يقضي الى ايديولودجيا التكتيك و التحديث لان هذا المثقف يقدم خطابه كما لو كان خطابا تنويريا جديدا بالغ التجديد فهو يستبدل زمن الايديولوجيا بزمن العلم و زمن الابداع بزمن الحداثة و زمن التأويل.
نجد دراسات عبد الجليل الطاهر استاذ علم الاجتماع بجامعة بغداد الذي ركز اهتمامه حول علم الاجتماع المعرفة، و الفينومولوجيا، و قد تأثر بأستاذه غرفتش صاحب كتاب الاطر الاجتماعية للمعرفة، و لعلم الاهتمام بهذا الجانب المعرفي يعود الي البيئة العراقية فالعراق كان موطن المعتزلة و اخوان الصفا و العديد من المدارس المتكلمين و الفلاسفة، كما ان الشخصية العراقية شخصية قلقة، و هذا ما جعل الوردي و الطاهر ينحيان منحى جديدا في علم الاجتماع الاول وظف المنهج الخلدوني في تحليل الشخصية العراقية و الثاني اراد تطبيق المنهجين: الظاهراتي و منهج علم الاجتماع المعرفة على دراسة ظواهر المجتمع العربي و اهم دراسات الطاهر البدو و العشائر في البلاد العربية و مسيرة المجتمع، و المجتمع الليبي ،دراسات اجتماعية انتروبولوجية، و ترجمة كتاب كارل منهايم.
عبد الواحد وافي ذا نزعة دوركايمية الموسوعي المعرفة و ان القراءة في دراسات وافي تراه دوركهايمي النزعة ابن خلدون التوجه اسلامي العمق، فهو يشكل نقطة تقاطع ما بين هذين المفكريين.
توجه الساعاتي نحو دراسة الواقع المصري، فتناول مشاكل المجتمع المصري كجرائم الاحداث و الهجرة الريفية الى المدن و مشاكل التحضر و التفكك الاسري في المجتمع المصري، حيث دراسة العلاقة بين التغير الاجتماعي في المجتمع المصري و الجريمة كما درس اثار التصنيع في المجتمع المصري و الهجرة من الريف الى المدن و اثرها في التفكك الاجتماعي.
احمد ابو زيد تعد دراسة لموسومة ب البناء الاجتماعي من اهم الدراسات في هذا الميدان، و لأبي زيد اسهامات رائدة في الدراسات الانتروبولوجية العربية.
ان الابداع و الخيال السوسيولوجي ظاهرتان ثقافيتان ترتبطان بالبيئة الثقافية و الاجتماعية ، فالثقافات المغلقة العميقة ل تفاعل لا مع اهلها و لا مع الثقافات الأخرى و لما كانت النظريات الاجتماعية لا توجد ال داخل بيئة و ثقافة فكرية مبدعة ، العقل المبدع يبدع النظريات و النظريات بدورها تغير الثقافة، النظريات لا تظهر إلا في سياق ثقافي معين و هي تعبير عن هذه الثقافة.
سيظل وجه ابن خلدون راسخا و بارزا في تاريخ الفكر السوسيولوجي المغربي، لقد ارسى ابن خلدون دعائم البحث الموضوعي و التحليل العلمي لديناميكية المجتمعات و المماليك إلا ان الباحثين العرب من بعده لم يتبعوا نهجه، و سلكوا مسلك القراءة و المعيارية، و السؤال الذي يتبادر الى ذهننا في هذا السياق، هو التالي: لماذا بقي ابن خلدون وحيدا ان لم نقل فريدا في زمانه، و من دون وريث في الفكر العربي؟
تتحدد المهمة الاساسية للسوسيولوجيا في القيام بعمل مزدوج او بحسب تعبيره نقد مزدوج،هدم ونقد المفاهيم ذات النزعة المتمركزة حول الذات، اي الغرب او الاخر والسائد لدى السوسيولوجيين الذي تكلموا نيابة عن المغاربة و القيام في الوقت ذاته ينقد المعرفة و الخطابات التي تم بناؤها من قبل المجتمع المغربي او العربي حول ذاته.
لقد انتهج عبد الكريم الخطيبي نصا حول التراتيبات الاجتماعية و استخدام عبد الله حمودي 1977 مفهومي الدراسة المندمجة و النمو المندمج.
تعددت اللقاءات و المنشورات المتعلقة بالمرأة مع بداية الثمانينات من خلال نشاك العديد من الباحثين امثال فاطمة المرنيسي، نعمان جسوس و بلعربي و بورقية و غرادر غلاغير، يعود ذلك الى ارتفاع عدد الباحثات في علم الاجتماع و ايضا الى التشجيع و الدعم المالي من قبل بعض المنظمات الدولية المهتمة بقضايا المرأة و الطفل.
وجه عبد الكريم خطيبي بعض كتاباته الى مهمة تفكيك سيمولوجية رولان بارت و جان بودريار و يعتبر نصه حول الوشم في المغرب خير مثال على ذلك و بعيدا، اذا من الحقول الاشتغال و الفعل في الميدان، فتح افاقا جديدة لقد كان في تعلمه وممارسته لعلم الاجتماع يحمل معه رصيدا معرفيا تمثل بانتاجات ادبية اكثر منها سوسيولوجية.
اما عبد الرحمن رشيق فقد قام بتحليل الحركات الاجتماعية و التوترات العنيفة و التظاهرات و انعكاسها على سياسة المدينة و تنظيم المجال في المدن الكبرى المغربية.
ظهرت كتابات عديدة تتكلم عن علم الاجتماع الاسلامي مباشرة او ضمنيا من خلال نقد النظريات الوافدة و اخرون لم يؤلفوا و لكن مارسوا الدعوة الى هذا الاتجاه من خلال التدريس ، بالذات في البلدان التي تبترك هذا الاتجاه لذلك يمكن القول انه تيار منتشر في مساحة واسعة من ساحة الصراع الايديولوجي في الوطن العربي، و يقسم حيدر ابراهيم علي، هذا الاتجاه الى تياريين هما:
ا-تيار العودة الى التراث الاسلامي.
ب-تيار المشروع الحضاري العربي الجديد.
-في ما يتعلق بتيار العودة الى التراث الاسلامي فان حيد ابراهيم علي يقسمه بدوره الى اتجاهين : الاسلامي الانتقائي و الاسلامي المتجدد.
1-الاتجاه الاول:
يتميز بمحاولة وضع المشروع القديم نفسه في اكواب جديدة، و هذا يعني عدم تغيير المضمون لان المفاهيم الغربية القديمة نفسها توضع عليها عناوين جديدة كإضافة كلمة اسلامي او مسلم اليها و لذلك يرى حيدر ابراهيم علي ان هذا الاتجاه يتسم بعدم الاصالة طالما ان الكثير من الاقلام التي تكتب الان عن علم الاجتماع و الخدمة الاجتماعية في الاسلام مثلا، كتب في فترات سابقة الكلام نفسه تحت عناوين علم الاجتماع و الاشتراكية او الخدمة الاجتماعية في المجتمع الاشتراكي بل ان بعض المؤلفين الغى فصولا من كتابات نفسها و اضاف اليها فصولا جديدة ذات طابع اسلامي .
2-الاتجاه الثاني:
فهو اصيل لان تكوينه الفكري و اقتناعاته اسلامية منذ البداية و لديه اتساق فكري واضح، و ينطلق من حاجة حقيقية و صادقة بضرورة الكشف عن الجوانب الايجابية في التراث الاسلامي و الاستفادة منه طالما ان هذا التراث قادر على العطاء في كل الظروف و الاوقات.
لكي نتجاوز معيقات ظهور علم الاجتماع العربي عليه ان نقوم بالمهام التالية:
-تنمية الوعي الاجتماعي بالعلم نفسه.
-الوعي الرسمي من قبل المسؤولين او صناع القرار.
-تنمية وعي المواطن العادي لكي يحسن بأهمية علم الاجتماع .
-اشتراك البحث الاجتماعي في جل المشكلات الاساسية في المجتمع العربي.
-تحت مصطلحات عربية تعكس متانة اللغة العربية و اناقتها و دقتها في الالفاظ و المعاني و التعابير.
-طرح مفاهيم اجتماعية تراثية معاصرة تعكس بعض جوانب الحياة الاجتماعية العربية مثل العلاقات القرابية و اجتماع المعشر و الانتحال.
-تقييم و نقد اعمال الاجتماعيين العرب نمن اجل تقويمها و تنميتها.
-التركيز على تناول المشكلات و ظواهر اجتماعية تمثل اوسع شريحة اجتماعية في المجتمع العربي مثل النمو السكاني و الحركات الاجتماعية و التنشئة الاجتماعية و الصراعات الاجتماعية و الاصلاح الاجتماعي و غيرها.
- معلم: Abdellali Debla