1. المحور الرابع: الزواج:
يهتم الأنثروبولوجيون بدراسة نظام الزواج والقرابة لأنه يعتبر من الموضوعات الهامة في مجال الدراسات الأنثروبولوجية، وأن أي معالجة نظرية لموضوع القرابة تتطلب بالضرورة التعرض لنظام العائلة والزواج، وقد حاول الأنثروبولوجيون في القرن التاسع عشر أن يتعرفوا على طبيعة النظم الإجتماعية، كيف نشأت؟ وكيف تطورت؟ وكيف انتشرت؟ وتأثرت معالجتهم لهذه الموضوعات بالاتجاه التطوري الذي كان يسود في القرن التاسع عشر. فظهرت عدة نظريات تفسر نظام الزواج والعائلة، واستندت هذه النظريات على افتراضات ظنية استمدها هؤلاء الأنثروبولوجيون من كتابات الرحالة والمبشرين والكتابات الإثنوغرافية، ومن أبرز هذه النظريات: نظرية باخوفن Johann Jakob Bachofen [1815 – 1887] التي ظهرت في كتابه «حق الأم»[1]، ونظرية ماكلنان John Ferguson McLennan [1881-1827]التي ظهرت في كتابه «الزواج البدائي»[2]، ثم نظرية لويس مورغان Lewis Henry Morgan [1818-1881] التي ظهرت في كتابه «أنساق روابط الدم والمصاهرة في العائلة الإنسانية»[3]، وقام مورغان بإعادة صياغة هذه النظرية في كتابه «المجتمع القديم»[4]، وقد تأثرت كل هذه النظريات بالاتجاه التطوري.[5]
[1] كتاب صدر سنة 1861 تحت عنوان «حق الأم Mother Right أو Le droit maternel».
[2] كتاب صدر سنة 1865 تحت عنوان «الزواج البدائي Primitive marriage »، «Le mariage primitif» Une enquête sur l'origine de la forme de capture dans les cérémonies de mariage
[3] كتاب صدر سنة 1871 تحت عنوان «أنساق روابط الدم والمصاهرة في العائلة الإنسانية Les systèmes de consanguinité et d'affinité de l'homme ».
[4] كتاب صدر سنة 1877 تحت عنوان «المجتمع القديم Ancient Society »
[5] للإطلاع على مراحل تطور المجتمع البشري يرجى مطالعة كتاب: محمد حسن غامري: مقدمة في الأنثروبولوجيا العامة، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1989.