تعتبر التربية جانبا أساسيا من جوانب المعرفة والتقدم الحضاري للمجتمع، لذا فان كل المجتمعات ومنذ زمن بعيد اهتمت بها اهتماما بالغا، وتعتبر من العوامل الأساسية في تكوين شخصية الفرد و المجتمع.
واهتمام الإنسان القديم بالتربية عبر الحضارات المتعاقبة أدى به إلى وضع نظريات في التربية توضح لنا الأساليب المختلفة التي تشكل شخصية المجتمعات المختلفة، لذلك فان على دارس التربية التعرف على تاريخ الفكر التربوي أو على الأصول التاريخية للتربية وذلك من خلال تعرفه على تطورها عبر مختلف العصور والتعرف على مختلف القوى المؤثرة فيها، إذ تعتبر التربية انعكاسا للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات،كما أنه من الضروري للباحث في المجال التربوي الاطلاع على الجذور الأولى للتربية في مختلف المجتمعات الإنسانية أي الأصول التاريخية التي تقوم عليها التربية في مختلف المجتمعات.
وبناءا عليه سنتعرض في هذا المقياس أولا لماهية تاريخ الفكر التربوي والذي سنتعرف فيه على التعريف بتاريخ الفكر التربوي وأهمية دراسته وكذا أهم اتجاهات البحث فيه،ثم بعد هذا المدخل التمهيدي سنتطرق إلى تاريخ الفكر التربوي بدءا من المجتمعات البدائية والحضارات الشرقية القديمة بدءا من التربية الصينية والمصرية وحتى التربية اليونانية والرومانية ،ثم تحدثنا عن التربية في العصور الوسطى والتعرض فيها للتربية عند المسلمين والمسيحيين واهم أعلام التربية في تلك الحقبة الزمنية،ثم خصصنا المحور الرابع للوقوف عند الفكر التربوي في العصور الحديثة حتى وقتنا الحالي وتطرقنا الملامح للفكر التربوية واهم مميزاته .
وفي هذه الرحلة التربوية سنتعرف على أهم خصائص التربية في هذه المجتمعات واهم المراحل التعليمية فيها وكذا أهم الاتجاهات التي سادت في تلك الحقب الزمنية ،إضافة إلى كل ذلك حاولنا من خلال هذه المطبوعة أن نتعرف على الأفكار التربوية لعدد من أعلام الفكر التربوي الذين ساهموا في إرساء قواعد تربوية واسسو للعديد من النظريات التربوية الحديثة وتركوا بصمتهم في مسيرة الفكر التربوي عبر العصور المختلفة .
- Enseignant: Naziha Khelil
- Enseignant: Houria Benkadour
- Enseignant: Houria Benkadour