تاريخ المعتقدات والأديان

الوضع المنطقي السليم في ترتيب أعمالنا العقلية يقتضيها حين نطلب تفسير حقيقة معينة أن نبدأ بمعرفة عناصرها العامة، ومقوماتها الكلية، قبل أن نأخذ في البحث عن مميزاتها ومشخصاتها، فمن أراد أن يتعرف على دين الإسلام، المسيحية، اليهودية، المجوسية ...الخ يجب عليه أن يتعرف على المعنى الكلي الذي يجمعها، والقدر المشترك الذي تنطوي عليه في جملتها، هذا وإن اختلفت وتفاوتت في مصادرها، في أهدافها، قيمتها، فإنها كلها تجتمع في اسم "الدين"، فلا بد أن تكون هناك وحدة معنوية تنظمها ويعبر عنها بهذا الاسم المشترك .

بالتالي ستكون محاور هذا المقياس مخصصة لمعرفة المعتقدات القديمة والديانات التي شهدتها الحضارات القديمة، وقبلها نتعرف على النظريات الفلسفية لتشكل فكرة التدين لدى الانسان البدائي، والأساطير والمعتقدات التي ظهرت، ثم نتطرق للديانات الوثنية  في الشرق الأدني ( بلاد الرافدين، الفرعونية، الفينيقية)، نماذج لديانات الشرق الأقصى، الاغريقية، الرومانية وصولا لديانات بلاد المغرب القديم، وبعدها نحصص محور مهم للديانات السماوية (الاسلام، المسيحية).