إن الكثير من الدول النامية باتت تهتم كثيراً بموضوع التسويق الصناعي، وذلك بعد أن بدأت هذه الدول تنتقل من مراحل الاعتماد على الأسواق الخارجية في سد احتياجاتها من السلع إلى مرحلة إنتاج تلك السلع، من خلال تشجيع وتنمية الصناعات المحلية أو من خلال تشجيع الاستثمار الأجنبي في القطاع الصناعي، إضافة إلى أن الكثير من الصناعات في الدول الصناعية باتت تنتقل من مواطنها الأصلية لتفتح لها فروعاً في الدول النامية أو من خلال منح امتيازات التجميع وغيرها من الأشكال الأخرى، مستفيدة بذلك من عوامل الجذب التي تتمتع بها الدول النامية، حيث وفرة المواد الأولية والخامات والقوى العاملة الرخيصة، والتهرب من القيود الحكومية التي تواجهها في مواطنها الأصلية مثل (الضرائب، حماية البيئة، قوانين العمل…)، كل ذلك خلق طلباً متزايداً على المنتجات الصناعية، ودفع بدوره إلى الاهتمام  بوظيفة التسويق الصناعي.

إذا ما أضفنا إلى كل ما تقدم، ندرة المراجع العربية التي تناولت موضوع التسويق الصناعي، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى الصعوبات التي تواجه الباحثين عند الكتابة في هذا الحقل، حيث أن الحدود الفاصلة بين التسويق الصناعي والتسويق الاستهلاكي دقيقة وتتطلب جهداً كبيراً من أجل إيجاد تلك الفواصل.

إن هذه المحاضرات الموجهة لطلبة سنة ثالثة ليسانس تخصص تسويق، تهدف إلى التركيز على خصوصيات التسويق الصناعي مقارنة بالتسويق الاستهلاكي، وممارسة التسويق من طرف المؤسسات الصناعية من خلال عناصر المزيج التسويقي الصناعي، والتعرف على كل ما يرتبط بالطلب على المنتجات الصناعية وسلوك المشتري الصناعي الذي يختلف عن سلوك المشتري الاستهلاكي، وأيضا نظام المعلومات التسويقي الصناعي وغيرها من المحاور المهمة في هذا المقياس.

محاضرات تسويق استراتيجي موجهة لطلبة السنة الثالثة تخصص: تسويق